في تصعيد خطير ومفاجئ، هزّت أروقة الأمم المتحدة في نيويورك أنباء صادمة قادمة من اليمن، حيث أعلنت المنظمة الدولية عن قيام ميليشيات الحوثي باعتقال 10 من موظفيها العاملين في مناطق سيطرتها، هذه الحادثة لم تكن مجرد إجراء أمني عابر، بل اعتُبرت “صفعة” للعمل الدبلوماسي والإنساني الدولي.
ردود الفعل الأممية
ولم يتأخر الرد من مقر المنظمة الدولية؛ حيث تعالت الأصوات المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الموظفين. ووصفت الأوساط الحقوقية في نيويورك هذه الاعتقالات بأنها “انتهاك صارخ” للمواثيق الدولية التي تضمن سلامة وحرية العاملين في الشأن الإنساني.
وقالت مصادر: إن هذه “الصرخة” الأممية تعكس مخاوف عميقة من تحول موظفي الإغاثة إلى أهداف مشروعة في صراع سياسي وعسكري معقد؛ مما قد يؤدي إلى شلل كامل في تقديم المساعدات لملايين اليمنيين الذين يعيشون على حافة المجاعة.
لغز الاستهداف
وترى مصادر، أن عملية الاعتقال ليست عشوائية، بل تندرج تحت استراتيجية “رسائل الضغط” التي تتقنها الجماعة، ويمكن حصر الدوافع وراء هذا الاستهداف في عدة نقاط جوهرية، حيث يسعى الحوثيون من خلال احتجاز موظفين دوليين إلى امتلاك “أوراق مساومة” قوية في أي مفاوضات قادمة مع المجتمع الدولي، خاصة في ظل الجمود الذي يكتنف العملية السياسية في اليمن وغالبًا ما تبرر الجماعة هذه الاعتقالات بمزاعم تتعلق بـ “التجسس” أو العمل لصالح قوى خارجية.
هذه السردية تهدف إلى شيطنة المنظمات الدولية أمام الرأي العام المحلي لضمان السيطرة الكاملة على تدفق المعلومات والمساعدات.
كما جاءت هذه الاعتقالات بالتزامن مع قرارات اقتصادية وسيادية اتخذتها الحكومة الشرعية والبنك المركزي في عدن، مما ضيق الخناق المالي على الجماعة.
ويرى البعض، أن استهداف الأمم المتحدة هو محاولة للضغط على المجتمع الدولي للتدخل ووقف تلك القرارات.
تداعيات كارثية على الملف الإنساني
وأكدت المصادر، أن استهداف الأمم المتحدة يحمل تداعيات وخيمة تتجاوز الجانب السياسي فقد تضطر المنظمات الدولية إلى تعليق أنشطتها أو سحب موظفيها الدوليين خوفًا على سلامتهم، مما يعني انقطاع الغذاء والدواء عن مناطق شاسعة مؤكدة أن هذه التصرفات تزيد من عزلة مناطق سيطرة الحوثيين دولياً، وتجعل من الصعب على المانحين الدوليين ضخ أموال جديدة لمشاريع التنمية والإغاثة.
وقالت: إن الاعتقالات لا تستهدف الأجانب فقط، بل تبعث برسالة ترهيب للموظفين اليمنيين العاملين مع المنظمات الدولية، مما يدفعهم لترك وظائفهم خوفًا من الملاحقة الأمنية.
السيناريوهات القادمة
وتتأرجح الأزمة بين مسارين إما مسار التهدئة عبر وساطات إقليمية تفضي إلى إطلاق سراح الموظفين مقابل “تفاهمات” معينة تتعلق بتسهيلات تجارية أو مالية للجماعة أو تمسك الحوثيين بالمعتقلين وتقديمهم لمحاكمات صورية بتهم التجسس، مما قد يدفع الأمم المتحدة لإعلان “القوة القاهرة” ووقف كامل عملياتها في شمال اليمن، وهو سيناريو انتحاري إنسانيًا.
إن صرخة نيويورك ليست مجرد بيان دبلماسي، بل هي إنذار أخير بأن العمل الإنساني في اليمن بات في “غرفة الإنعاش”، وأن استهداف موظفي الأمم المتحدة يثبت أن الجماعة مستعدة للمقامرة بكل شيء، بما في ذلك لقمة عيش السوريين واليمنيين، في سبيل تثبيت مكاسبها السياسية، ليبقى السؤال.. متى يتحول القلق الأممي إلى فعل حقيقي ينهي معاناة هؤلاء الموظفين وعائلاتهم؟

