ذات صلة

جمع

تقدم إيجابي في مفاوضات هدنة غزة بالقاهرة

منذ أن بدأت حرب قطاع غزة ما بين إسرائيل...

انفاق مليشيات الحوثي الإرهابية تثير الجدل.. الأقمار الصناعية تكشف كارثة!

تعمل مليشيات الحوثي الإرهابي في اليمن إلى تكوين تحصينات...

كيف تسبب نتنياهو في تضخيم خلافاته مع بايدن؟.. تطورات جديدة مفاجئة

رغم محاولات التقارب والتصريحات المتبادلة، إلا أن الفجوة بين...

مزاعم حوثية بمحاولة انقلاب في صنعاء.. ومصادر تكشف عن انقسامات بين قادة الميلشيا

تداولت مواقع يمنية خلال الساعات الماضية، أن مليشيا الحوثيين...

اغتيال قيادي حوثي في صنعاء.. الثأر يضرب المليشيات

خلافات داخلية قد تضع مليشيات الحوثي على حاة الانهيار،...

قوات الفجر.. مجموعة مسلحة تثير غضب اللبنانيين فمن يقف وراءها؟

ذراع جديدة لحزب الله اللبناني وإيران وحركة حماس بالمنطقة العربية تثير أزمات عديدة وتنفذ هجمات على إسرائيل وتتلقى ضربات أخرى، لتعود قوات الفجر إلى الواجهة في جنوب البلا،د وتشارك في حرب المشاغلة التي أطلقها حزب الله تحت شعار “وحدة الساحات”.

تعد “قوات الفجر” التابعة لـ”الجماعة الإسلامية”، من أبرز الأجنحة المسلحة التي تشارك في تلك الحرب، إلى جانب فصائل فلسطينية، على رأسها “كتائب القسام” التابعة لحركة حماس، إذ تصدرت المشهد اللبناني منذ أيام بسبب عرض عسكري لعناصرها في ببنين بعكار شمال البلاد بعد وصول جثمان عنصري الحركة اللذين قضيا باستهداف سيارتهما قبل أيام بغارة إسرائيلية في البقاع الغربي؛ ما أثار موجة انتقادات في الشارع اللبناني.

ظهر ذلك عقب نعي “الجماعة الإسلامية” في لبنان وجناحها العسكري “قوات الفجر” قياديين اثنين في صفوفها، قضيا في غارة إسرائيلية استهدفتهما في البقاع الغربي، يوم 26 أبريل الجاري، موضحة في بيانها: “بفخر واعتزاز تزفّ الجماعة الإسلامية في لبنان وجناحها العسكري المقاوم “قوات الفجر”.. القائد الشهيد مصعب سعيد خلف والقائد الشهيد بلال محمد خلف، اللذين ارتقيا شهيدين خلال تأديتهما لواجبهما الجهادي دفاعًا عن أهلهما في الجنوب ونصرة لأهلنا في فلسطين، وذلك بغارة صهيونية غادرة استهدفتهما في البقاع الغربي”.

وبرجع تاريخ “قوات الفجر” إلى عام 1982، حيث ظهرت لأول مرة عندما قام الجيش الإسرائيلي باجتياح لبنان وصولا إلى بيروت، آنذاك قامت تنظيمات من مشارب آيديولوجية مختلفة، من بينها “قوات الفجر” بعمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك قبل ظهور “حزب الله” الذي عمل تدريجيًا على حصر “المقاومة” بيده، وقد نصت “وثيقة الوفاق الوطني” عام 1989 التي أنهت الحرب الأهلية، على تسليم سلاح الميليشيات للدولة اللبنانية، فانسحبت كل الفرق والأذرع العسكرية للأحزاب إلى الظل ما خلا “حزب الله”.

وعقب ذلك لم يتداول اسم “قوات الفجر” إلا قليلا، لكنها بقيت موجودة ضمن الهيكل التنظيمي للجماعة ولديها موازنتها الخاصة، وبعد انتخاب عزام الأيوبي عام 2016 أمينًا عامًا لـ”الجماعة الإسلامية”، والذي يمثل التيار الإصلاحي الساعي للتخفف نسبيا من الإرث الآيديولوجي لـ”الإخوان المسلمين” والانفتاح على القوى السياسية المحلية، وكذلك على الدول العربية، عاد اسم الذراع العسكرية للجماعة للتداول، عندما اتخذ الأيوبي قرارًا بإقالة قائد “قوات الفجر” خالد بديع وقيادات عسكرية أخرى بسبب اكتشاف وجود شوائب مالية وتنظيمية في عمل الجهاز، وعيّن طلال الحجار من منطقة إقليم الخروب جنوبي بيروت قائدًا جديدًا للجهاز، ولكن الأمين العام الجديد تراجع عن قراره، لذا انقسمت الذراع العسكرية للجماعة إلى قسمين، ولا سيما أن العصبية المناطقية تلعب دورًا لا يستهان به في البنية الداخلية للأحزاب والتنظيمات في لبنان.
وأصبح هناك قسم يقوده خالد بديع ويتبع له أفراد “قوات الفجر” في صيدا (مسقط رأس بديع) وطرابلس وعكار، وقسم آخر بقيادة الحجار يتبع له الأعضاء من الإقليم ومناطق الكثافة السنية في ساحل جبل لبنان والبقاع، وتزامن ذلك مع انقسام آخر داخل الأطر القيادية للجماعة بين خطين سياسيين، أحدهما يريد التحالف مع “حزب الله” و”محور الممانعة”.

لذا سارع “حزب الله” بدعم هذا الصراع وغذاه من أجل تدعيم تحالف الجماعة مع “حماس”، وبخاصة صالح العاروري المقيم في لبنان، والذي تولى هندسة الانتخابات الداخلية لـ”الجماعة الإسلامية” بالتنسيق مع “حزب الله”، ونجح العاروري في إيصال مجلس شورى ومكتب سياسي للجماعة يدوران في فلك “حماس” ويؤيدان خياراتها.

ومن ثم تمكنت “حماس” من الوصول إلى الصراع داخل “قوات الفجر”، عبر دعم مجموعة ثالثة يقودها عمر الكعكي من بيروت، وتتبع له عناصر من المدينة، وكذلك من القرى والبلدات الحدودية ذات الكثافة السنية، حيث إن لـ”الجماعة الإسلامية” حضورًا بارزًا على جميع الصعد الخدماتية والتربوية والصحية، وهذه المجموعة تتلقى تمويلا مباشرًا من “حماس” عبر صالح العاروري وتتحرك بأوامر منه وليس للجماعة دالة عليها، إذ أن هذه المجموعة تلقت وما تزال تدريبات عسكرية مكثفة على يد الأخير.

ومع اشتعال حرب غزة، قام العاروري بالاستعانة بمجموعته داخل “قوات الفجر”، لتنفيذ عمليات على الحدود مع إسرائيل، بموافقة “حزب الله” الذي أراد تقديم واجهة لبنانية سنية لـ”المقاومة”، فأسبغ حمايته على تلك المجموعة لمنع الجيش من توقيف مسلحيها كما حصل سابقا، بينما أوقفت استخبارات الجيش اللبناني ثلاثة عناصر ينتمون لـ”قوات الفجر” عندما كانوا يعدون منصات لإطلاق صواريخ نحو المستوطنات الإسرائيلية، كما أن العمليات الثلاث التي أعلنت “قوات الفجر” عنها كانت عمليا من تنفيذ “كتائب القسام”، بالاشتراك مع “مجموعة العاروري” داخل الجماعة.

وأثارت عودة قوات الفجر غضب اللبنانيين الذين يدفعون “الفاتورة عن إيران التي تُصفّي حساباتها على الأرض اللبنانية”، حسب تعبيرهم.

فيما أكدت مصادر، أن عددًا كبيرًا من مقاتلي الجماعة الإسلامية أعضاء في حماس أو ما يُسمّى الأذرع الخيرية للحركة ويتقاضون رواتب شهرية، وأن “العمليات التي نفّذتها قوات الفجر من جنوب لبنان كانت من قبل عناصر فلسطينية تابعة لحماس”.

جدير بالذكر أن صالح العاروري اغتالته إسرائيل مطلع العام في الضاحية الجنوبية لبيروت.