في محاولة للانتقام من الأمم المتحدة بسبب كشفها لانتهاكات بلاده ضد العمال، ومطالبتها بضرورة تقديم إصلاحات فيما يخص بيئة العمل القطرية، شن أمير قطر تميم بن حمد هجوماً على المنظمة خلال الذكرى 75 لتأسيسها.
واعتبر “بن حمد” أن الأمم المتحدة غير قادرة على إيجاد الآليات اللازمة لفرض مبادئها على أعضائها، متهمها بالضعف وعدم القدرة على اتخاذ المواقف الحاسمة.
وتابع: “وما زال حق القوة يتفوق على قوة الحق في مناطق مختلفة في العالم وفي مجالات مختلفة من حياتنا، والأمم المتحدة ومؤسساتها غير قادرة على التعامل مع ذلك”.
ووفقاً لمراقبين، فإن كلمة تميم بن حمد تأتي في إطار سعيه للانتقام من المنظمة الدولية التي كشفت انتهاكات بلاده ضد العمال من ناحية، فضلاً عن فشل نظامه في استمالة “الأمم المتحدة” فيما يخص المقاطعة الرباعية العربية للدوحة.
وفي يوليو الماضي، أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لمناهضة العنصرية، تنداي أشيومي، في تقرير لها عن قلقها البالغ إزاء التمييز العنصري ضد العمال في منشآت قطر، الدولة المُضيفة لكأس العالم لكرة القدم 2022، قائلة: إنهم يحصلون على أجور منخفضة، ويعانون التمييز الشديد والاستغلال.
وأضافت «أشيومي» في تقريرها الذي نُشر خلال الدورة الرابعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان، التي عقدت في الفترة من 15 يونيو إلى 3 يوليو الماضيين، عقب زيارة لها إلى الدوحة في الفترة من 24 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2019، بدعوة من الحكومة القطرية، أنه وبعد ما يقرب من 10 أعوام من منح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» حق استضافة بطولة كأس العالم لقطر، زادت الانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء العمال، بما في ذلك عدم حصولهم على أجورهم، وممارستهم للعمل في ظروف غير آمنة، والتعرض للتنميط العنصري من قِبَل الشرطة، علاوة على حرمانهم من الوصول إلى بعض الأماكن العامة.
وكانت إدانات المنظمة لملف العمال بالدوحة، قائمة على وثائق وشهادات حية للعمال الآسيويين والذين وثقوا ما يواجهونه من أزمات كبيرة بالدوحة.