في وقت تتزايد فيه الدعوات الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في اليمن، وإطلاق مسار سلام شامل ينهي واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم، تتصاعد التحذيرات من الدور الذي يلعبه تنظيم الإخوان المسلمين بوصفه خطرًا عابرًا للحدود، وعقبة رئيسية أمام أي تسوية سياسية مستقرة.
وقالت مصادر: إن تنظيم الإخوان، الذي نجح في التغلغل داخل مفاصل سياسية وأمنية وإعلامية في أكثر من بلد، لا ينظر إلى اليمن كساحة وطنية بقدر ما يتعامل معها كجزء من مشروع إقليمي أوسع، ما يجعل مصالحه تتناقض جوهريًا مع متطلبات السلام والاستقرار.
الإخوان الإرهابية.. تنظيم عابر للحدود لا يعترف بالدولة
فتاريخيًا، يقوم فكر تنظيم الإخوان على مفهوم الأممية التنظيمية، حيث تتقدم مصلحة التنظيم على حساب الدولة الوطنية، هذا النهج جعل فروعه في الدول المختلفة تعمل وفق أجندة واحدة، تتغير أدواتها ولا تتغير أهدافها.
وقالت مصادر: إنه في الحالة اليمنية، انعكس هذا الفكر في سلوك قوى سياسية محسوبة على التنظيم، فضّلت الارتباطات الخارجية على التوافق الوطني، وأسهمت في تعميق الانقسامات بدل ردمها.
وترى المصادر، أن هذا الطابع العابر للحدود يُفقد أي طرف مرتبط بالإخوان القدرة على لعب دور وطني جامع، لأن قراراته تبقى مرهونة بحسابات إقليمية لا علاقة لها بمصالح اليمنيين أو أولوياتهم الإنسانية.
الإعلام كأداة صراع
ويمتلك تنظيم الإخوان الإرهابي شبكة إعلامية واسعة، محلية وعابرة للحدود، تُستخدم لتوجيه الرأي العام، وتشويه الخصوم، وخلط الأوراق السياسية.
في اليمن، حيث لعب هذا الإعلام دورًا بارزًا في تأجيج الاستقطاب، وتحويل الخلافات السياسية إلى صراعات وجودية، ما صعّب من فرص الحوار بين المكونات المختلفة، كما تُتهم منصات إعلامية محسوبة على التنظيم بتضليل الرأي العام، وتقديم روايات انتقائية للأحداث، بما يخدم أجندته السياسية، ويُضعف الثقة بأي مسار سلام لا يكون التنظيم لاعبًا مهيمنًا فيه.
اختراق مؤسسات الدولة
وكشفت المصادر، أن من أبرز المخاطر التي يمثلها تنظيم الإخوان في اليمن قدرته على التغلغل داخل مؤسسات الدولة، خاصة في القطاعات الحساسة، هذا الاختراق، مكّن التنظيم من تعطيل قرارات سيادية، واستخدام مؤسسات رسمية كأدوات صراع سياسي، بدل توظيفها لخدمة المواطنين، وهذا الواقع يُفرغ مفهوم الدولة من محتواه، ويجعل أي اتفاق سلام هشًا، لأن أدوات التنفيذ تكون خاضعة لتوازنات تنظيمية، لا لمعايير مهنية أو وطنية.
عائق أمام سلام مستدام
وترى المصادر، أن السلام لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود قوى لا تؤمن بالدولة الوطنية، وتتعامل مع اليمن كساحة نفوذ، فالتنظيم، بحكم بنيته وأهدافه، يستفيد من حالة اللااستقرار، التي تتيح له توسيع حضوره، وتثبيت نفوذه، وإعادة إنتاج نفسه سياسيًا وأمنيًا، وعليه، فإن أي تسوية تتجاهل هذا العامل البنيوي، أو تحاول الالتفاف عليه بتفاهمات شكلية، ستكون عرضة للفشل، لأن جذور الأزمة ستبقى قائمة.
واختتمت المصادر، أنه تتطلب المرحلة المقبلة دعم مؤسسات الدولة بعيدًا عن المحاصصة الحزبية، وتجفيف مصادر التأثير الخارجي، وتعزيز خطاب وطني جامع يضع مصلحة اليمنيين فوق أي اعتبارات أخرى.

