ذات صلة

جمع

حرب الظل تخرج إلى العلن.. هل تنهار قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل؟

في تحول خطير لحرب الظل الممتدة منذ سنوات، خرجت...

بوتين يدخل على خط النار.. مبادرة روسية لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران

في تحرّك دبلوماسي مفاجئ، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين...

قلق عربي.. هل تتحول المعركة الإسرائيلية – الإيرانية إلى نزاع إقليمي شامل؟

تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران يثير مخاوف عربية...

إيران تحت الضغط بعد الضربة الإسرائيلية: سيناريوهات الرد والتهديد بالحرب

بعد الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة فجر اليوم الجمعة، التي...

تفاصيل ضربة “الأسد الصاعد”.. تصعيد إسرائيلي خطير يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين كبار في إيران

أعلنت إسرائيل، فجر الجمعة، شن عملية عسكرية ضخمة ضد إيران تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة، إضافة إلى قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني.

وقالت تل أبيب إن العملية تهدف إلى “إحباط مشروع إيران النووي” ومنع طهران من امتلاك سلاح نووي، في خطوة تُعد من أخطر التصعيدات في تاريخ المواجهة بين الطرفين.

وشهدت مدن إيرانية، أبرزها نطنز وطهران، انفجارات عنيفة، وسط أنباء عن دمار كبير طال منشآت استراتيجية، في حين رفعت إسرائيل حالة التأهب القصوى تحسبًا لهجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة إيرانية انتقامًا للعملية.

مقتل قادة إيرانيين كبار في الهجوم الإسرائيلي

وأكدت وسائل إعلام إيرانية رسمية مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين في الغارات، بينهم: حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، ومحمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وغلام علي رشيد، قائد فيلق القوات الاستراتيجية، وعلي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، الذي توفي لاحقًا متأثرًا بجراحه.

كما أشارت التقارير إلى مقتل مدنيين عدة، بينهم أطفال، نتيجة غارة على حي سكني في طهران.

استهداف منشأة نطنز النووية ومقتل علماء إيرانيين

واحدة من أبرز الضربات طالت منشأة نطنز، وهي القلب النابض لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. وقد أكدت وسائل إعلام رسمية مقتل ستة علماء نوويين في الهجوم، وهم: عبدالحميد منوچهر، وأحمد رضا دو الفقاری، وأمير حسین فقیهی، ومحمد مهدی طهرانجي، وفريدون عباسي، ومطلبي زاده.

وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “استهدفت علماء إيرانيين يعملون على تصنيع قنبلة نووية، بالإضافة إلى منشآت تطوير الصواريخ الباليستية”.

موساد في قلب العمليات: ضربات جوية وتخريب داخلي

وبحسب موقع Axios الأميركي، فإن جهاز الموساد لعب دورًا محوريًا في هذه العملية، عبر قيادة سلسلة من عمليات التخريب السرية داخل إيران، استهدفت تدمير منشآت إطلاق الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي.

وذكر مصدر إسرائيلي كبير أن العملية شملت ضرب “عشرات الأهداف” الاستراتيجية دفعة واحدة.

إسرائيل تتأهب لهجمات إيرانية.. وإغلاق مطار بن غوريون

في المقابل، أغلقت السلطات الإسرائيلية مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر، كما وضعت منظومات الدفاع الجوي في حالة استعداد قصوى، تحسبًا لهجوم إيراني متوقع.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “نتوقع هجومًا وشيكًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل وسكانها المدنيين”.

ردود أمريكية حذرة: لا مشاركة في الهجوم

فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تصرّفت بمفردها، وأوضح في بيان: “أولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”.

ويعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي، لمتابعة التطورات ومعالجة أي تصعيد محتمل قد يهدد مصالح واشنطن في الشرق الأوسط.

الجيش الإسرائيلي: حملة تاريخية لمنع الخطر الوجودي الإيراني

ومن ناحيته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن العملية تعد “لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”، مضيفًا أن عشرات الآلاف من الجنود قد تم استدعاؤهم، في إطار “حملة لا مثيل لها لمنع تهديد وجودي من عدو يسعى لتدميرنا”، حسب تعبيره.

ارتباك في الأسواق العالمية وتجميد المحادثات النووية

وعقب الضربة، قفزت أسعار النفط الخام وسط توتر المستثمرين وتراجع مؤشرات الأسهم العالمية. كما أشارت تقارير إلى تعليق الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، التي كان من المقرر عقدها في عمان يوم الأحد.

هل حان وقت المواجهة المفتوحة؟

وسبق أن حذرت الاستخبارات الأمريكية من احتمال شن إسرائيل هجومًا وشيكًا على المنشآت النووية الإيرانية، ويبدو أن هذه التقديرات تحققت الآن، مع استمرار الغموض حول مدى توسّع العملية.

وقال مسؤول أمريكي لـ”رويترز”: “الجيش الأمريكي يتحسّب لجميع السيناريوهات في الشرق الأوسط، بما في ذلك احتمال إجلاء مدنيين أمريكيين”.

إلى أين تتّجه المواجهة بين إسرائيل وإيران؟

وبينما تُشير كل المؤشرات إلى أننا أمام مرحلة غير مسبوقة من التصعيد بين إسرائيل وإيران، فالعملية التي أطلقتها تل أبيب ليست مجرد ضربة استباقية، بل هي إعلان عن تحول استراتيجي كبير، قد يُشعل المنطقة بأكملها.

ومع تزايد الحديث عن “الأسد الصاعد” الذي أصبح أكثر جرأة في طموحاته النووية والعسكرية، يبقى السؤال المطروح: كيف سيكون رد طهران؟ وهل تنزلق المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة؟

spot_img