تصاعدت التهديدات الحوثية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر والممرات البحرية المجاورة، حيث أعلن زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، رسميًا دخول قرار الحظر حيز التنفيذ، مشددًا على أن أي سفينة إسرائيلية تمر عبر مناطق العمليات ستتعرض للاستهداف.
يأتي هذا التصعيد في سياق أوسع بدأ منذ 25 نوفمبر 2023، مع تصاعد التوترات الإقليمية إثر الحرب في قطاع غزة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل.
منذ 25 نوفمبر.. تصعيد تدريجي
وقد بدأت ميليشيات الحوثي استهداف السفن التي يعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل أو مصالح غربية عقب اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، لكنها صعدت عملياتها بشكل ملحوظ بعد 25 نوفمبر.
وخلال هذه الفترة، تبنّت الجماعة هجمات استهدفت سفنًا تجارية وعسكرية، ووسّعت نطاق عملياتها البحرية من البحر الأحمر إلى خليج عدن وباب المندب.
وفي البداية، ركّزت الهجمات على السفن المملوكة أو المشغلة من قبل شركات إسرائيلية، لكن سرعان ما تطورت لتشمل أي سفينة قد تحمل بضائع إلى مواني إسرائيل، مما خلق حالة من القلق لدى الشركات العالمية.
وقد أجبر هذا التهديد بعض شركات الشحن الكبرى على تغيير مسارات سفنها أو حتى تعليق عملياتها في الممرات المائية الاستراتيجية.
إعلان جديد.. تهديدات موسعة
في أحدث تصعيد، أعلن الحوثيون أن أي سفينة إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل ستكون هدفًا لهجماتهم، مبررين ذلك بمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة وفرضها حصارًا مشددًا على الفلسطينيين.
وفقًا لبيان الحوثيين، فإن أي حركة تجارية إسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن أصبحت غير مقبولة، مؤكدين أنهم ماضون في خطواتهم دون تراجع.
يتزامن هذا التصعيد مع تنامي التوتر بين الحوثيين والولايات المتحدة، حيث نفّذت واشنطن وحلفاؤها ضربات عسكرية استهدفت مواقع للميليشيات في اليمن، في محاولة لردعهم عن استهداف الملاحة الدولية.
لكن الحوثيين ردوا بالمزيد من الهجمات، ما يُشير إلى أن المواجهة البحرية قد تتجه نحو مزيد من التعقيد.
وتسبّبت الهجمات الحوثية في تغيير استراتيجيات الشحن البحري على مستوى العالم، حيث فضلت بعض الشركات تحويل مسارات سفنها حول رأس الرجاء الصالح، وهو طريق أطول وأكثر تكلفة مقارنة بممر البحر الأحمر وقناة السويس.
وتُشير تقديرات اقتصادية إلى أن هذا التغيير قد يرفع تكاليف الشحن والتأمين، مما قد يُؤثر على التجارة العالمية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية القائمة.
إضافة إلى ذلك، فإن استمرار التهديدات الحوثية دفع بعض الدول إلى دراسة خيارات عسكرية لحماية حركة السفن.
فقد شكلت الولايات المتحدة تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة، لكن حتى الآن، لم يمنع هذا التحالف الحوثيين من شن المزيد من الهجمات.
وعلى الرغم من الضربات العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين، فإن الجماعة لم تظهر أي تراجع عن تهديداتها، بل واصلت استهداف السفن.
في الوقت ذاته، تُشير تقارير إلى أن الحوثيين يمتلكون قدرات صاروخية متطورة وطائرات مسيرة قادرة على ضرب أهداف بعيدة، ما يزيد المخاوف من أن تتحول المواجهة إلى حرب بحرية موسعة في المنطقة.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن استمرار التهديدات قد يؤدي إلى تدخلات عسكرية أكثر شمولًا من قبل الولايات المتحدة وشركائها، ما قد يدفع إيران “الداعم الرئيس للحوثيين” إلى التدخل بشكل أكبر، مما يُعقد المشهد الإقليمي.