مع حلول شهر رمضان المبارك لعام 2025، يُواجه اليمنيون تحديات متفاقمة نتيجة استمرار ممارسات ميليشيات الحوثي، حيث تتجلى هذه التحديات في جوانب عدة تُؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين خلال الشهر الفضيل.
الأوضاع الاقتصادية المتدهورة
وتستمر ميليشيات الحوثي في فرض جبايات مالية باهظة على التجار وأصحاب المحال التجارية، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، وهذا الارتفاع جعل الكثير من الأسر غير قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية خلال رمضان، حيث أُجبر البعض على تقليص وجباتهم اليومية بسبب الغلاء الفاحش.
ويُعزى ذلك إلى السياسات الاقتصادية التعسفية للحوثيين، بما في ذلك فرض رسوم وجبايات غير قانونية على مختلف القطاعات التجارية.
كما يُعاني المواطنون من أوضاع معيشية صعبة وغلاء فاحش أفقدهم القدرة على تلبية أبسط احتياجاتهم اليومية لهذا الشهر المبارك، حيث ويشكون من ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، بسبب انهيار تاريخي طرأ على عملة البلاد المحلية مقارنة برمضان السابق.
انعدام الأمن الغذائي
ويتم صرف الدولار الأمريكي حاليًا في اليمن بنحو 2300 ريال يمني مقارنة بـ1630 ريالًا للدولار الواحد خلال رمضان من العام الماضي.
كما تسببت ممارسات الحوثيين في تفاقم أزمة الأمن الغذائي، حيث منعوا وصول المواد الغذائية من المناطق التي تُسيطر عليها الحكومة الشرعية، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية في الأسواق المحلية. هذا النقص أسفر عن ارتفاع إضافي في الأسعار، وزاد من معاناة المواطنين الذين يجدون صعوبة في تأمين قوت يومهم.
وأبدى الأهالي استياءهم من الارتفاع الجنوني للسلع الرمضانية، في حين يشكو التجار والباعة من إجراءات تعسفية وحملات للجباية وفرض الإتاوات تارة، وتارة أخرى لفرض الغرامات بحجة مخالفة القوائم السعرية.
أيضًا ارتفعت أسعار الغاز المنزلي إلى مستويات قياسية، بينما أصبح الحصول عليه أشبه بالحلم بالنسبة للكثير من الأسر التي تواجه شحًا كبيرًا في الإمدادات، فضلًا عن صعوبة الحصول على الغاز فقط.
ومع تصاعد الاحتجاجات في الشارع اليمني، يُطالب المواطنون الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنهاء الأزمة وضمان توفر هذه المادة الحيوية، التي تُشكل جزءًا أساسيًا من حياة ملايين اليمنيين.
وتُعاني عدد من المحافظات يمنية، من أزمة خانقة في توفر الغاز المنزلي، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا غير مسبوق في السوق السوداء، بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان.
وأوضحت مصادر محلية أن الأزمة تفاقمت بسبب قطع خطوط نقل الغاز من منشأة صافر في محافظة مأرب، المصدر الرئيس للغاز المنزلي في اليمن، مؤكدة أن بعض القطاعات القبلية في مأرب فرضت نقاط تقطع على هذه الخطوط، في إطار مطالبات بحقوق تتعلق بتوزيع الإيرادات والعقود مع الشركات الناقلة، ما أدى إلى توقف شحنات الغاز عن الوصول إلى المحافظات الجنوبية.
قمع الحريات وتضييق الخناق
لم تقتصر ممارسات الحوثيين على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدت لتشمل قمع الحريات الشخصية والتضييق على المواطنين. شهدت الفترة الأخيرة حملات اعتقال وملاحقات للناشطين والمعارضين، بالإضافة إلى فرض قيود صارمة على توزيع المساعدات والصدقات، حيث أُجبر المتبرعون على تسليم تبرعاتهم للميليشيات بدلًا من توزيعها مباشرة على المحتاجين.
وفي ظل سيطرة الحوثيين، شهدت الخدمات الأساسية تدهورًا ملحوظًا، بما في ذلك خدمات الصحة والكهرباء والمياه. هذا التدهور زاد من صعوبة الحياة اليومية للمواطنين، خاصة خلال شهر رمضان الذي يتطلب تجهيزات خاصة تتعلق بالغذاء والصحة.
لذا يُعاني اليمنيون في رمضان 2025 من أوضاع إنسانية صعبة نتيجة ممارسات ميليشيات الحوثي التي أثرت سلبًا على مختلف جوانب حياتهم، مما جعل الشهر الفضيل فترة تحدٍ ومعاناة بدلًا من أن يكون وقتًا للسكينة والعبادة.