ذات صلة

جمع

إسرائيل ترفع منسوب الاستعداد.. معركة طويلة الأمد ضد إيران تبدأ من العمق

دخلت المواجهة بين إسرائيل وإيران مرحلة أكثر خطورة، بعدما...

تراجع الدعم الإنساني في اليمن يُهدد بكارثة غذائية وصحية وسط نقص التمويل الدولي

رغم استمرار الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة في اليمن، تقلّصت...

بعد تحذير الكرملين.. ماذا لو دخلت روسيا على خط النار بين إيران وإسرائيل؟

أثار تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باغتيال المرشد...

ترامب يستعين بـ”الجنرال الغوريلا” لضرب النووي الإيراني.. من هو؟

أكّدت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس ترامب وافق على...

الصادق الغرياني في فتوى جديدة مثيرة للجدل.. التشجيع على الحرب ضد روسيا

عاد اسم الصادق الغرياني، مفتي ليبيا السابق، مجددًا إلى الظهور بالبلاد عبر فتاويه المثيرة للجدل، التي يستغل فيها الدين لصالح السياسة وخدمة أغراض الإرهاب والإخوان، فخلط الدعوة لتقديم الدعم لغزة بمهاجمة دول مصر والأردن والسعودية والتمرد عليها، دون تقديم الدعم الحقيقي لغزة، ليذهب هذه المرة نحو الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي آخر فتاويه المثيرة للجدل، أصدر الغرياني فتوى تُبيح الحرب على القوات الروسية الموجودة في مناطق شرق البلاد وجنوبها المتمثلة في الفيلق الإفريقي الذي وصفه بـ”الغازي المعتدي”، زاعمًا أن هذا الأمر “واجب شرعًا على أهل ليبيا”.

ومن المعروف أن الغرياني يرتبط بعلاقات وطيدة مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، دعا إلى إخراج القوات الروسية “بكل الوسائل”.

وردًا على ذلك، أكد خبراء ومحللون ليبيون أن فتوى الغرياني تأتي في سياق صراع النفوذ بين القوى العظمى واصطفاف جماعة الإخوان وعموم التيارات الإسلامية في ليبيا إلى جانب القوى الغربية في مواجهة روسيا، باعتبارها من حلفاء القائد العام للجيش الوطني الفريق خليفة حفتر، في معركته التي دشنها منذ 10 سنوات ضد الجماعات المسلحة والميليشيات المرتبطة بجماعة الإخوان.

ويروا أن الغرياني أراد توجيه رسالة تُفيد بعدم موافقته على الزيارة التي قام بها إلى موسكو وفد من طرابلس يضم عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي ورئيس أركان قوات المنطقة الغربية محمد الحداد ووزير الخارجية المكلف الطاهر الباعور أخيرًا.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها فتاوى مشابهة، إذ سبق أن استغل الغرياني حرب غزة لمهاجمة المشير خليفة حفتر في حديثه نفسه عن غزة وفقه الأولويات، فندد بقرار اقتصادي اتخذه مجلس النواب بالتنسيق مع المصرف المركزي لضبط السياسة النقدية، زاعمًا أن الهدف منه تغطية نفقات أولاد المشير، دون اعتبار لما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية ناتجة عن سوء إدارة الحكومات في طرابلس والتي باركها بنفسه.

وخرج في حلقة بعنوان “الإسلام والحياة” عبر صفحته الرسمية عبر منصة (فيسبوك): قال فيها: إنّ “الكثير من المسلمين تأخذهم العاطفة ويتصرفون التصرف غير الصحيح الذي لا يدل على بصيرة أو فقه في الدين، زي ما تشوف الآن الآلاف ومئات الآلاف يتزاحمون على العُمرة للمرة العاشرة والعشرين، ويخرجون بطوابير زحمة، ويقفون عند (ماكدونالدز) ويأخذون وجبة، ويدفعون الدولارات لـ(ماكدونالدز) الذي يحولها بدوره إلى الصهاينة، وأهل غزة يموتون جوعًا”.

وأضاف الغرياني في حديثه المبطن بالدعوة لإثارة الشغب: “يذهب للعمرة للمرة الخامسة والسادسة، ويصرف 5 آلاف دولار و10 آلاف دولار و20 ألفًا، ويرى أنّه في أعلى درجات العبادة مع أنّه في أعلى درجات الغفلة، لو الشخص جلس في بيته في إندونيسيا أو باكستان أو في ليبيا والـ10 آلاف حولها لأهل غزة نقدًا، ليستعينوا بها، هو أعظم أجرًا مئات المرات من ذلك الذي ذهب إلى العمرة وأعطى هذه الأموال للشركات السياحية، وأعطاها للشركات الصهيونية التي تحول الأموال للصهاينة الذين يقتلون إخواننا في غزة”.

كما سبق أن دعا إلى تعطيل أداء شعائر العمرة، وطالب الليبيين بالخروج إلى الميادين للتظاهر ضد قرارات تنظيمية في المصرف المركزي الليبي، بينما لم يدع إلى مثل ذلك نصرةً لأهل غزة، ودعا المواطنين لإحداث فوضى باسم نصرة غزة، كما اتهم ملايين المسلمين الذين وفدوا إلى المملكة لأداء العمرة في شهر رمضان، ووصفهم بدعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي فتوى سابقة، حذّر الغرياني – الذي عاد إلى ليبيا، وأعلن انحيازه ودعمه لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة، بعد أعوام من إقامته في تركيا – الليبيين، في بيان نشرته دار الإفتاء، من التعاون بأيّ وجه من الوجوه مع “المعتدين”، في إشارة إلى حكومة باشاغا، معتبرًا أنّ ذلك “سيغضب الله”، مستخدمًا جزءًا من الآية (2) من سورة المائدة “ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

ووصل الأمر بالغرياني إلى الإشادة بالميليشيات المسلّحة في العاصمة طرابلس، معتبرًا أنّ الحل لأزمة ليبيا يتمثل في حلّ البرلمان والمجلس الأعلى للدولة وإجراء انتخابات برلمانية فقط، وهي الخطّة نفسها التي يتبنّاها ويروّج لها رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة.

ومنذ عودته إلى ليبيا، أصبح الغرياني أحد أبواق حكومة الدبيبة، وتحوّلت فتاواه إلى سلاح في النزاع السياسي الحالي في ليبيا، وقد دعا في أكثر من مرة إلى بقائها في السلطة، كما طالب المؤسسة الوطنية للنفط، ومصرف ليبيا المركزي، بالتعاون مع حكومة الدبيبة فقط، والتخلص ممّا وصفه بـ”الهيمنة الأجنبية والمحلية”.

كما أنه يلعب منذ 2012 دور الذراع الدينية للجماعات المتطرفة في ليبيا، عَبْر إصدار فتاوى تتوافق مع مصالحها وأهدافها وأجندتها، وقد ارتكبت عدّة جرائم عنف استنادًا إلى فتاواه، التي طالب خلالها الجماعات الإرهابية برفع السلاح ومحاربة قوّات الجيش الليبي، حتى أصبح أحد أبرز المساهمين في انتشار الفوضى وتعزيز الانقسام في ليبيا.

spot_img