هجمات وعمليات قرصنة متتالية تقوم بها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في البحر الأحمر تحت ذريعة نصرة الشعب الفلسطيني إثر حرب قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، وتقول المليشيات الإرهابية التي تهدد حركة الملاحة العالمية إنها ستوقف العمليات في حال توقفت الحرب، وأن ما تقوم به هو خسارة واستهداف لإسرائيل.
ولكن مؤخرًا تم الكشف من الجانب الإسرائيلي بأن ما تقوم به مليشيا الحوثي لم يؤثر نهائيًا على تجارتها، وهو ما قالته وزارة المالية الإسرائيلية – في تقرير صدر عنها-، بأن هجمات مليشيات الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر لها تأثير محدود على التجارة في إسرائيل، ولم تسفر عن أي ضغوط تضخمية كبيرة.
حيث أدت هجماتهم في البحر الأحمر إلى اضطراب الشحن العالمي، إذ أجبرت الشركات على تغيير مسارها والإبحار في رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب إفريقيا، وأذكت المخاوف من اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بما يؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وقالت وزارة المالية الإسرائيلية: إنه مع ارتفاع أسعار النقل البحري 163% عالميًا، فإن إسرائيل قد تتأثر بارتفاع تكاليف الاستيراد أو اضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع أسعار السلع الأولية والطاقة، لكنها أوضحت أن تكلفة النقل البحري لا تتجاوز 3% من إجمالي قيمة الواردات، ومع استحواذ الواردات على 20% فقط من الإنفاق الخاص، فإن تكلفة النقل البحري على الإنفاق الخاص لم تتجاوز 0.6%.
وقالت الوزارة، إنه في أسوأ الأحوال، فإن القفزة في تكاليف الشحن البحري ستسفر عن زيادة تصل إلى نقطة مئوية واحدة في مؤشر أسعار المستهلكين العام المقبل، وأضافت الوزارة، أنه لم تكن هناك اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد وأن أسعار السلع الأولية والطاقة مستقرة إلى حد كبير.
ونتيجة لذلك، أعلنت الوزارة: “بقاء توقعات التضخم للعام المقبل دون تغيير جوهري”، وبلغ التضخم أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين عند 2.6%.
وبلغت قيمة واردات إسرائيل 108 مليارات دولار في 2022. وأشارت الوزارة إلى أن بضائع بقيمة 73 مليار دولار من إجمالي الواردات جاءت عبر البحر، 32% منها من آسيا. وبلغت الصادرات في 2022 نحو 73 مليار دولار، منها 26 مليار دولار عن طريق البحر، ونحو 16% إلى آسيا.
وقال الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس: إن وزارة المالية الإٍسرائيلية قالت – في تقرير لها-: إن الهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن على سفن الشحن في البحر الأحمر لها تأثير محدود على التجارة مع إسرائيل ولم تؤد إلى أي ضغوط تضخمية كبيرة، معلقاً بالقول: “الأغبياء اعتقدوا أنهم سيضرون بإسرائيل أضروا بمصر والصين ودول أخرى”.