تحركات دولية واسعة لمنع تصدير السلاح إلى إسرائيل، في ظل سقوط أكثر من 30 ألف شهيد منذ بداية الحرب في غزة حتى الآن.وخلال الآونة الماضية، تعهد أكثر من 200 نائب ودبلوماسي من 12 دولة بمحاولة إقناع حكوماتهم بفرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، بحُجّة أنهم لن يكونوا متواطئين في “انتهاك إسرائيل الخطير للقانون الدولي” في هجومها على غزة.ويعتقد مُروّجو الدعوة، أن الحكومات التي تصدر الأسلحة لإسرائيل قد تواجه تحديات قانونية؛ بسبب حجم الدمار في غزة الذي يعتبرونه يتجاوز أي تعريف للدفاع عن النفس أو التناسب.كما أن النواب الذين وقعوا على هذا الإعلان هم من البرلمانات التي تسمح ببيع الأسلحة لإسرائيل، بما في ذلك قادة حاليون أو سابقون لأحزاب سياسية معروفة على رأسهم “جيريمي كوربين” من حزب العمال البريطاني، و”لاريسا ووترز” من حزب الخضر في مجلس الشيوخ الأسترالي، و”مانويل بومبارد” من فرنسا، و”بيتر ميرتنز” من حزب العمال البلجيكي، و”نيكي أشتون” من كندا، و”نيلتو تاتو” من البرازيل، وغيرهم.ومن بين الموقعين البارزين الذين يشملونهم من الولايات المتحدة عضوة الكونغرس رشيدة طليب من ولاية ميشيغان، وفي بريطانيا وقع 39 عضوًا في البرلمان على رسالة تُطالب بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل، ومن بين هؤلاء النواب من حزب العمال والحزب الوطني الإسكتلندي ونواب مستقلين ونواب من الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب العمال.وأكد السياسيون في رسالتهم أن تجاوز حظر الأسلحة أصبح متطلبًا قانونيًا بعد قرار محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل في غزة. وأصدر خبراء الأمم المتحدة بيانًا يشير إلى أن نقل الأسلحة إلى إسرائيل لاستخدامها في غزة قد ينتهك القانون الإنساني الدولي.ويعبر البيان، عن قلقها إزاء استخدام الأسلحة في هجمات إسرائيلية على فلسطين، وتحث على وقف النقل والتصنيع والشحن للأسلحة التي تساعد في هذه الهجمات.كما أشار البيان إلى الجهود المستمرة لمحكمة العدل الدولية في التصدي لانتهاكات القانون الإنساني الدولي، وتُطالب بالامتثال لقراراتها من قبل إسرائيل وتحقيق العدالة.يأتي ذلك بعد أن ارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة في غزة، تلك المرة في دوار النابلسي غرب القطاع، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 112 شخصًا، وأصيب 280 آخرين.ووقع الحادث، تجمعت جموع يائسة حول شاحنات المساعدات في محاولة للحصول على قوت يُنقذ جوعهم، إلا أن قوات الجيش الإسرائيلي فتحت النار عليهم، في حادث أثار قلق الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تعقيدات تتعلق بوقف إطلاق النار عليها.ونفى الجيش الإسرائيلي فتح النار على جموع كبيرة من الناس، مشيرًا إلى أن معظم الوفيات حدثت نتيجة التدافع أو دهسهم من قبل الشاحنات التي كانت تُحاول الفرار.وأحد الناجين من الحادث قال إنه ذهب إلى نقطة توزيع المساعدات في منتصف الليل بحثًا عن الإمدادات الغذائية، بعد شهرين من تناول علف الحيوانات، وقال لوكالة “أسوشيتد برس”: إن بعد وصول الشاحنات وتجمع حشد من الناس، فتح الجنود الإسرائيليون النار، فتفرّق الناس بحثًا عن مأوى، ولكن عند توقف إطلاق النار عادوا، ولكن القوات فتحت النار مرة أخرى، وأصيب في ساقه ثم دهسته شاحنة كانت مسرعة.كما كان عدد الجرحى كبيرًا لدرجة أن بعضهم نُقلوا إلى المستشفيات على عربات تجرها الحمير، وتظهر مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مسعفين يسيرون بجانب أحد الضحايا المكدسين، وكانت ممرات المستشفى مكتظة بالناجين وأقاربهم، بحسب ما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”.ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات لحشود حول الشاحنات لتوضيح التدافع الذي وقع، مؤكدًا أن الحادث لم يكن حادث إطلاق نار.فيما عُقدت جلسة طارئة لمجلس الأمن أخيرًا؛ لبحث الأوضاع في غزة بينما تزايدت المطالب الدولية بوقف إطلاق النار، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إن الحياة تتضاءل بسرعة مُرعبة في غزة.