منذ أن بدأت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، بدأت مليشيات الحوثي بعمليات قرصنة في البحر الأحمر وتهديد للملاحة البحرية للسفن التجارية التي تمر في البحر الأحمر من باب المندب نحو قناة السويس، وهو ما استدعى أزمات دولية كبرى وحربًا ما بين مليشيات الحوثي والقوات الأمريكية والبريطانية المتواجدة في البحر الأحمر لحماية حركة السفن التي تمر نحو الشمال.
ومؤخرًا وبعد تهديدات من مليشيا الحوثي بغلق ممر باب المندب أمام السفن، قامت القوات الأميركية والبريطانية بتنفيذ سلسلة ضربات جديدة، ضد أهداف للحوثيين في اليمن، وفق ما جاء في بيان مشترك بعد أسابيع من الهجمات التي يشنها المليشيات المدعومة من إيران على سفن في البحر الأحمر.
وجاء في البيان المشترك، أن الضربات الضرورية والمتناسبة استهدفت على وجه التحديد 18 هدفًا للحوثيين في ثمانية مواقع في اليمن مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، ومنشآت تخزين صواريخ، وأنظمة جوية مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، ومروحيات.
وأضاف البيان – الذي حمل توقيع أستراليا والبحرين والدنمرك وكندا وهولندا ونيوزيلندا- ، أن أكثر من 45 هجومًا للحوثيين على سفن تجارية وعسكرية منذ منتصف نوفمبر، تشكل تهديدًا للاقتصاد العالمي وكذلك الأمن والاستقرار الإقليميين وتتطلب ردًا دوليًا.
وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس – في بيان- : إن القوات الجوية الملكية نفذت موجة رابعة من الضربات الدقيقة ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، وأضاف – في بيان عبر حسابه على منصة «إكس»- : «استهدفنا مع حلفائنا طائرات بدون طيار ومنصات إطلاق صواريخ يستخدمها الحوثيون لشن هجماتهم الخطيرة».
وأشار شابس إلى أن الحوثيين استهدفوا في الأيام الأخيرة سفنًا تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن بما في ذلك السفينتان البريطانيتان أيلاندر وروبيمار؛ مما اضطر الأطقم لمغادرتهما.
من جهتها، أعلنت مليشيات الحوثي استهداف سفينة نفطية أميركية في خليج عدن بعدد من الصواريخ، وقال الناطق العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع، عبر منصة “إكس”: إن سلاح الجو المسير استهدف عددًا من السفن الأميركية الحربية في البحر الأحمر بطائرات مسيرة.
وأضاف: نؤكد أننا سنواجه التصعيد الأميركي البريطاني بالمزيد من العمليات العسكرية النوعية ضد كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربي.
من جانبها، هددت كل من واشنطن ولندن بمواصلة ضرب مواقع الحوثيين مادامت الهجمات على سفن الشحن في هذا الممر الملاحي الدولي الحيوي مستمرة.
ويرى الباحث السياسي الدكتور فارس البيل، أن الميليشيات الحوثية تسعى إلى السيطرة والنفوذ والضربات الأمريكية مؤخراً وضعتهم في موقف صعب خاصة بعد تهديدات المليشيات في تصريحات وبيانات واضحة لهم، مما يدل على ضعف موقفهم، والولايات المتحدة وبريطانيا تعلم إنها في حرب مع مليشيات مسلحة فقط، وليست الدولة اليمنية، ولكنها في نفس الوقت مدعومة من إيران بالأسلحة.
وأضاف البيل – في تصريحات خاصة لملفات عربية- ، أن التحالف العالمي يركز ضرباته علي مخازن أسلحة الحوثي وهو ما يضعفهم بشدة، فالمليشيا في النهاية لا تمتلك جيشًا يستطيع ضرب أو مواجهة الولايات المتحدة، ولكن في نفس الوقت يستخدمون إطلاق الصواريخ والمسيرات في شن الهجمات، وبالتالي فهم الحلقة الأضعف بالرغم من تصريحاتهم التي تدل على ضعف موقفهم.