في خطوة جديدة متميزة ترسخ من خلالها المملكة العربية السعودية للسلام ودحض العنف، احتضنت عاصمتها الرياض، اليوم الأربعاء، المشاورات “اليمنية -اليمنية” برعاية مجلس التعاون الخليجي، والمقرر استمرارها حتى الـ7 من إبريل المقبل، وسط ترحيب الأمم المتحدة بإعلان التحالف العربي وقف العمليات في اليمن.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف في كلمة افتتاحية، أن مشاورات الرياض اليمنية “تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفهم صعوباته واستقراء المستقبل وبلورة تحدياته واتخاذ خطوات عملية تنقل اليمن من الحرب وأهوالها إلى حالة السلم”، مؤكدًا أنه “لا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن، ولا مستقبل إلا ما يقرره أبناء اليمن”.
وسبق أن وجه مجلس التعاون الخليجي دعوات لحوالي 500 شخص من مختلف المكونات في المجتمع اليمني “من دون استثناء”.
كما شدد الحجرف على أن “الحل يمني ولأجل اليمن”، مضيفا أن “جهود المجتمع الدولي عبر مبعوثيه تشكل دعماً دولياً لإنهاء الصراع في اليمن عبر قرارات مجلس الأمن، ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار”.
وتابع أن المشاورات تعد “فرصة تاريخية للبناء عليها، والحفاظ على اهتمام المجتمع الدولي بملف اليمن إلى أن تضع الحرب أوزارها وتنطلق معركة البناء والإعمار”.
وأوضح الأمين العامّ للمجلس أن المشاورات ستشمل 6 محاور هي: “العسكري والسياسي والإنساني والاقتصادي والإصلاح الإداري والتعافي الاجتماعي”.
وبدوره، طالب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، في بيانه، جميع الأطراف “بالبناء على هذه التطورات الإيجابية، والتي تتزامن مع بدء شهر رمضان المبارك”، معربا عن أمله في أن يؤدي هذا التطور إلى إحداث زخم لإنهاء العنف كلياً، ودفع عملية السلام في اليمن قدماً، والتخفيف من معاناة اليمنيين.
وطالب دوغاريك الأطراف اليمنية بالاستفادة من هذه الفرصة “للانخراط بشكل إيجابي ودون شروط مسبقة” مع المبعوث الدولي الخاص هانز غروندبرغ، وجهوده للوساطة من أجل التوصل إلى تسوية تفاوضية شاملة للنزاع في اليمن.
كما وصفت جامعة الدول العربية المشاورات اليمنية بأنها خطوة مهمة على طريق الحل الشامل في البلاد.
وأشار الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير خليل إبراهيم الذوادي، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية- اليمنية، تحت إشراف مجلس التعاون الخليجي، باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى أن هذه المشاورات خارطة طريق ورؤية إستراتيجية تضع الأطراف اليمنية أمام المسؤولية.
كما تضمنت أجندة مشاورات الرياض، المحور الأمني ومكافحة الإرهاب أحد أهم 3 محاور من المحاور الـ6 الرئيسية بجانب السياسة والاقتصاد، إذ يأمل اليمنيون أن تثمر نتائج ملموسة في المشهد الأمني، والحرب ضد الإرهاب كجبهة رئيسية لا تقل أهمية عن جبهات القتال ضد الحوثيين.
جدير بالذكر أن التحالف العربي في اليمن، أعلن أمس الثلاثاء، وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني لإنجاح المشاورات “اليمنية- اليمنية”.