بين القارات المختلفة، يسعى تنظيم الإخوان الدولي لنشر أفراده ومخالبه لغرس فساده وإرهابه، لذا تغلغلوا في بلاد عديدة خاصة بعد أن لفظتهم بلاد المنطقة العربية، فاتخذوا في أميركا اللاتينية ملاذات آمنة لهم ولأنشطتهم السوداء.وكشفت معلومات متداولة أن قادة التنظيم اتفقوا على أن دول أميركا اللاتينية، وبخاصة البرازيل والأرجنتين وباراجواي، تبذل مجهودًا كبيرًا ليتم نقل ثقل التنظيم الدولي إليها اقتصاديا وسياسيا، للاستفادة من وجود جمعيات وتنظيمات تابعة للتنظيم، في هذه الدول، وامتلاكها أرضية فيها.كما أن التنظيم الدولي للجماعة، قرر تنشيط القواعد التابعة له في دول أميركا اللاتينية، من خلال مؤسسات العمل الاجتماعي والدعوي وشبكة المدارس والجمعيات، والمراكز الدعوية والجمعيات الثقافية، حيث تمكنت الجماعة من تأسيس محطات انطلاق لها.وظهر الإخوان للمرة الأولى في قارة أميركا اللاتينية، خلال منتصف القرن الـ٢٠ عن طريق هجرات أولية نفذها عناصر تابعة للجماعة إلى دول البرازيل، والأرجنتين، وباراجواي، وفنزويلا، وجواتيمالا، والمكسيك، وغيرها، وعملت عناصر الهجرة الأولى من الإخوان، على تأسيس جمعيات، ومنظمات خيرية، تكون غطاء للنشاط التوسعي الذي قد يطلب في أي وقت. وانقسمت الجمعيات والمنظمات الإخوانية الوليدة في أميركا اللاتينية، إلى عدة أنواع: منظمات تعمل داخل حدود الدولة التي أنشئت فيها، مثل: المراكز الإسلامية، التي تم إنشاؤها عن طريق البعثات، أو المؤسسات الدينية في الدول الإسلامية، ثم تعرضت لاختراق إخواني، أما النوع الثاني من المؤسسات التابعة للجماعة فيشمل نشاطها أميركا اللاتينية كاملة، وتعمل كذراع للتنظيم الدولي للإخوان، وتعد حجر الزاوية في تنفيذ مخطط التنظيم لنقل نفوذه إلى تلك المنطقة.وبدأ التنظيم عملية الانتقال والتمكين التي بدأ التنظيم الإخواني تنفيذها في أميركا اللاتينية، ترتبط بمؤسسات أخرى خارج حدود أميركا اللاتينية، تمارس أنشطة داعمة ماليا ولوجيستيا لتنفيذ هدف التنظيم الدولي، وأن هذه التنظيمات ترتبط أيضا بانتقال مكثف لعناصر القاعدة، وداعش، إلى دول أميركا اللاتينية، استغلالا لضعف القوانين في هذه الدول، وعدم ردعها في مكافحة الجريمة المنظمة.وتمكنت جماعة الإخوان من استغلال المراكز التابعة لها في أميركا اللاتينية، لتكون بمثابة محطات انطلاق لها حيث تستغل نحو ٣٨ جمعية ، منها: جمعية أبو بكر الصديق في ساوبرنادوودو كامبوا، الذي يؤمه عبد السلام المنصوري.كما تم تأسيس رابطة الشباب المسلم عام ١٩٩٥م في ضاحية براس بمدينة ساو باولو، برئاسة أسامة الزاهد ، لتكون إحدى أذرع الجماعة، بالإضافة إلى سيطرتها على مسجد البرازيل في سان باولو، ومسجد عمر بن الخطاب بمدينة فوزدياجواسو، ومسجد الرحمة في ساوباولو .وفي الوقت نفسه تبنت جماعة الإخوان الخطة ذاتها في باراجواي من خلال المركز الإسلامي بالعاصمة أسونسيون، الذي يعد مقرها الرئيس هناك من خلال الشيخ محمد حسان عجاج، سوري الجنسية، والشيخ فادي بن أحمد الجعفراوي الإخواني السروري الفلسطيني، الذي عُين إماماً للمركز هذا العام فقط، وأسس هذا المركز فرعا له بمدينة إنكارناسيون الحدودية مع الأرجنتين، حيث أكبر تجمع للمسلمين في مثلث الحدود، بين البرازيل، والباراجواي، والأرجنتين. وينتشر في هذه المنطقة حزب الله، وتنظيما القاعدة، وداعش، وكذلك جميع أنواع التجارة الممنوعة من المخدرات، وغسيل الأموال، وتهريب الأسلحة، وغير ذلك من التنظيمات الإرهابية في العالم وفي كوستاريكا؛ أسهمت الهيئة الخيرية بالكويت وهي هيئة إسلامية منبثقة عن جمعية الإصلاح الكويتية، الجناح الدعوي والاجتماعي لجماعة الإخوان بدولة الكويت، في إنشاء المركز الإسلامي في سانتا كروز، كمقر رئيس للجماعة هناك ويقوده الدكتور ساسا عبد الله، والشيخ علاء عويضة، وعيسى عامر كافيدو، وأنس عامر كافيدو، وهم المشرفون على أغلب الأنشطة، والندوات.وفي بيرو؛ تعمل الجماعة من خلال ما يعرف بالرابطة الإسلامية، في فبراير ٢٠٢٠ شاركت الرابطة الإسلامية في بيرو منشورا للترويج للمظاهرة التي نظمها الاتحاد الفلسطيني، وفي فبراير ٢٠٢١، أعلنت صفحة الجماعة على فيسبوك، عن برنامج المنح الدراسية لمدرسة الإمام الخطيب الثانوية برعاية “ديانت” مديرية الشؤون الدينية التركية.كما قامت بمظاهرة بنفس العام خارج السفارة الأميركية، ضد اتفاقيات إبراهيم، لتحقيق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين من داخل المركز الإسلامي في إكيتوس، والذي انبثق منه أكاديمية التعليم والبحوث الإسلامية، وهي أهم فروع الجماعة ، كما تسيطر أيضا على مسجد مجدالينا في ديل مار بالعاصمة البيروفية، تحت قيادة الشيخ أحمد عثمان علي قاسم، كما توجد صلة بين أكاديمية البحوث ومسجد في مدينة لوبونا، وتوجد به جماعة التبليغ والإخوان .أما في كولومبيا، فتوجد الجماعة بمسجد إستانبول بالعاصمة بوجوتا، وهو الذي بنته منظمة تيكا التركية وهي جمعية تركية تنشط في مجالات عديدة منها العلاقات الخارجية، والاقتصاد والفن والعلوم الاجتماعية. ويديره المدعو سعيد عبد النور بيدراسا وهو محاضر في جامعات كولومبيا، عضو إداري في مسجد إسطنبول (أنشط مركز إسلامي في العاصمة الكولومبية)، عضو وسكرتير لجنة دعاة أميركا اللاتينية التابعة للجماعة. وفي الإكوادور؛ تعمل الإخوان عن طريق المركز الثقافي العربي بقيادة محمد منصور، فيما يديرون مركزا إسلاميا بولاية جواياكيل، يقوده إخوان فرنسيسكو سعود، وهو إكوادوري من أصل فلسطيني، وبلال مصطفى أغا، من المقربين لمركز الدعوة بالبرازيل الذي يقوده أحمد الصيفي لبناني الجنسية، تعرض للاعتقال عام ١٩٦٤ في سوريا، وسلمته السلطات إلى الجهات المعنية بالأمن اللبناني، لاتصاله بحركة الإخوان السورية، هاجر للبرازيل وأسس مركز الدعوة الإسلامية، كملتقى لكل المنظمات الإخوانية بأميركا اللاتينية، وإلى المكسيك؛ حيث فرضت الجماعة وجودها من خلال مسجد دار السلام الواقع في تيكيسكويتنجو، الذي يقدم الخدمات الاجتماعية للتجمعات الفقيرة.وتشمل خريطة الوجود الإخواني في أميركا اللاتينية: مركز الدعوة الإسلامية، الذي يقوده أحمد الصيفي كذراع إخواني ، وهذا المركز هو ضلع مشترك في كل الإخوان في القارة.وينبثق من مركز الدعوة عدد من المؤسسات الأخرى أهمها: دار الإفتاء الإسلامية البرازيلية، وهي واحدة من الشركات المساهمة، التي تنتمي إلى جماعة الإخوان، حيث تأسست بسجل تجاري يحمل رقم (١٥٠٢١٠٠١٤٦/٠٠٠١-٣٩)، أقامها محمد المغربي، وهو لبناني، الأصل رئيس المعهد الإسلامي البرازيلي، وأمين عام بيت الأديان بأميركا اللاتينية انضم للجماعة الإسلامية اللبنانية وهي فرع عن جماعة الإخوان المسلمين على يد محمد سعيد صالح مسؤول التنظيم في البقاع الغربي، وهو من المؤسسين لتنظيم الإخوان في البرازيل، تولى إمامة مسجد البرازيل مع الشيخ سامي البرعي، وحبيب بركات، وناصر فارس، ومؤسسة “مركز أهل الإيمان بأميركا اللاتينية”، التابعة للمدعو حسام البستاني، اللبناني الأصل، عضو الجماعة الإسلامية اللبنانية، والذي هاجر للبرازيل منذ ٢٥ عاماً، ويعمل إماما للمركز الإسلامي بسان باولو، وأنشأ منظمة إقليمية بحثية.تعتبر المؤسسات الحديثة، التي بدأت الجماعة تعتمد عليها، وكذلك مؤسسة الكتاب المفتوح، التابعة لأحمد الخطيب، على قوائم الإرهاب، عضو مؤسس في خلية هاشتاج الإرهابية، من أصل لبناني، ويعمل تاجر أخشاب وموبيليات في ساو باولو، وأسس منظمة الكتاب المفتوح بالتعاون مع مركز الدعوة الإسلامية، ومركزها الرئيسي بمنطقة جواروليوس بسان باولو البرازيل.وأطلقت أيضا الجماعة المركز الإسلامي للتسامح والسلام في البرازيل وأميركا اللاتينية، ومركزه في جامع “فيلا كاهون” في مدينة سان باولو، وقد تم إنشاؤه عام ٢٠٢٣ ورغم وجود المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في أميركا اللاتينية الذي يمثل المسلمين هناك بكل طوائفهم ومقره في مدينة “ساو باولو”، وهو مؤسسة دينية مسجلة في وزارة العدل البرازيلية ومعترف بها داخلياً وخارجياً، ويضم في عضويته علماء ومشايخ ودعاة أهل السنة والجماعة المتعاقدين محلياً، أو المبتعثين من وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويبلغ عددهم ٦٠ شيخاً وداعية. يقوم بجميع الأدوار الدعوية ويشرف عليها، إلا أن مؤسسات الجماعة الموازية، دفعت إلى انقسامه والصراع على رئاسته، بين خالد تقي الدين، وعبد الحميد متولي، المقرب من مركز الدعوة الإسلامية بقيادة أحمد عليّ الصيفي.وأنشأ أيضاً مركز الدعوة فرعاً للجامعة الإسلامية بمينوسيتا في أميركا اللاتينية، الغرض منها إصدار شهادات علمية، لتعزيز المستوى العلمي لأتباعها، وبهدف نشر فكر الجماعة، وأيضاً كانت برئاسة أعضاء قريبون من الجماعة وهم: محمد البقاعي، وحمادة غازي، ويضم مجلس أمناء هذه الجامعة وأعضاء هيئة التدريس أحمد علي الصيفي رئيس مجلس الأمناء، محمد المهداوي، أحد عناصر السلفية السرورية، ومحمد منصور، المقيم بالمكسيك، والشيخ أحمد الأزهري، وقد قامت في السنوات الأخيرة بتأسيس فرع لها في أوروبا تحت اسم (الجامعة الإسلامية في أوروبا) وجعلت من رشيد بوطربوش داعية مغربي، عضو في التوحيد والإصلاح المغربية، ومقيم في إسبانيا، ودائم الهجوم على الرباعي العربي، رئيساً لها، ومعه الحسن الكتاني.المعهد العالمي للفكر الإسلامي ويديره مجلس إدارة يجتمع بانتظام، وأجندته ظهرت جلياً من خلال المؤتمر التأسيسي الذي حضره عدد كبير من قيادات التنظيم، منهم جمال بارزنجي، وهشام يحيى الطالب، ويدعم الكثير من الأنشطة في أميركا اللاتينية، والندوة العالمية للشباب، سيطر على مكتبها الإخوان، منذ إنشائه عام ٢٠٠١م، ويرأسه الشيخ علي العبدوني، والشيخ جهاد حسن حمادة، ويعاونهما هيثم أحمد شكري، وعبد الله عاطف واستطاع المكتب إنشاء وقف إسلامي من خلال التبرعات المحلية ويمتد نشاطه ليشمل بعض الدول في أميركا اللاتينية، ومن أهم أعماله ترشيح واستقبال والإنفاق على الأئمة بالقارة، واستضافة الحجاج المرشحين من منظمات الجماعة، وإقامة المؤتمرات، وخلال العام الماضي تم دعم المكتب من خالد العيد، وطلال السويل.ويقوم مكتب الندوة العالمية للشباب بالبرازيل بدور كبير في إنشاء مؤسسات ودعم أذرع جماعة الإخوان، عن طريق عناصر التنظيم النشطة، وأغلبهم من سوريا ومصر وفلسطين، وبعضهم هاربون وحاصلون على الجنسية البرازيلية، على سبيل المثال، حسان مسعود، من أصل فلسطيني، الشيخ رودريجو من البرازيل، بلال حسين، ومحمد سعيد صالح، من مصر، وجهاد حمادة، محمد شديد، حسام البستاني، محمد المغربي، (عيسى عمر كافيدو) بوليفيا، فنزویلا (أحمد عبده) ومن الإكوادور (یحیى سوكیلو) ومن بولیفیا (أیمن الترامسي)، ومن كولومبيا (عيسى جارسيا)، محمد محمد منصور (المكسيك)، ومن البرازيل (علي أشقر) و(محمد مهداوي).كما أن منظمة “الهيئة الإسلامية للإغاثة «جاسيب»، وهي مؤسسة أنشأها فلسطينيون بأميركا بدعم أحمد علي الصيفي وهي إحدى أذرع الإخوان، أعلنتها العديد من الدول إرهابية ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي إحدى فروع مؤسسة (الأرض المقدّسة)، ولها فرع بالبرازيل، ويتبعها مدرسة عربية إسلامية تقوم بتدريس مبادئ الإسلام واللغة العربية.وكذلك المركز الإسلامي لشباب صلاح الدين الأيوبي، الذي يقع في وسط الحي التجاري في برايس، وهي ضاحية ومركز تجاري مهم في سان باولو يمتلك المسلمون فيها العديد من المحلات التجارية، وله عدّة أنشطة دعويّة كدروس أسبوعيّة ولقاءات لتعليم الشبان، وسعى مركز الدعوة الإسلامية في أميركا اللاتينية، إلى استغلالها لنقل ملكية الكثير من المساجد إليه.وتمثّل تجارة الحلال الركيزة المهمة في عمل الجماعة بأميركا اللاتينية، وعملية البيزنس جزء مهم من دور التنظيم في أميركا اللاتينية ومنها مجموعة الذبح «سيديال حلال» وهي شركة برازيلية تابعة لمركز الدعوة الإسلامية في أميركا اللاتينية، الذي أنشأ عدداً من شركات الحلال، ومنها شركة (سيل حلال)SIIL HALAL، ومؤسسة حلال بدولتي كولومبيا وباراغواي وهي شركات تستقطب المئات من المهاجرين للعمل فيها، إضافة إلى عدد من الفقهاء الذين يتم تجنيدهم، كما تسهم في علاقات ممتدة مع ممثلي عدد من المنظمات الإسلامية، إضافة إلى ما يزيد عن ٢٠٠ مليون دولار سنوياً من منتجات الحلال.