ذات صلة

جمع

رفض بشكل غير مسبوق.. لماذا يتعنت البرهان في عودة مفاوضات السودان مع الدعم السريع؟

مع تجاوز الأزمة السودانية عامها الأول وفشل محاولات الوصول...

تفشي وباء الكوليرا في اليمن.. ومطالبات بإعلان حالة الطوارئ

في كارثة صحية جديدة تضرب اليمن تضاف لأسوأ أزمة...

تخبط ضخم بين جبهات الإخوان بعد اختيار صلاح عبد الحق.. هل يتم تنصيبه قائمًا بأعمال المرشد؟

‎يشهد التتظيم الدولي للإخوان المسلمين في الأعوام الأخيرة تخبطًا وانقسامات ضخمة، لاسيما على مستوى القادة لتنشأ ثلاث جبهات متناحرة ومن المرجح ظهور المزيد أيضا، لتكون الأزمة الكبرى حاليا هي اختيار القائم بأعمال المرشد العام الجديد بعد فشل صلاح عبد الحق.

ومن ثَم بات إعلان جبهة إخوان لندن رسمياً اسم القائم بأعمال المرشد، هو التساؤل الأبرز الذي يشغل بال الخبراء والمراقبين للشأن الأصولي؛ إذ يرجح خبراء وجود عقبات تواجه تنصيب القيادي الإخواني صلاح عبد الحق كقائم بأعمال المرشد، فيما يرى مراقبون أن محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) المتصارعتين على قيادة التنظيم (لم تنجح)؛ لعمق الخلافات وعدم التوافق حول ملامح مستقبل التنظيم، الذي يقبع معظم قياداته، وفي مقدمتهم محمد بديع مرشد (الإخوان) داخل السجون المصرية، في قضايا (عنف وقتل) وقعت في مصر، بعد رحيل (الإخوان) عن السلطة عام 2013.

وكانت جبهة لندن قد حددت عقب وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد السابق، في 4 نوفمبر الماضي، مهلة شهراً لإعلان القائم بأعمال المرشد الجديد، وكذا جميع الأمور الإدارية للتنظيم، لكن لم يتم حسم الأمر حتى الآن، وأعلنت حينها جبهة لندن أن محيي الدين الزايط سوف يشغل منصب القائم بأعمال المرشد بشكل (مؤقت)، في المقابل أعلنت كذلك جبهة إسطنبول تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد.

ويتصارع على قيادة الإخوان، جبهتا لندن وإسطنبول وتيار الكماليين، فيما يعتبر المراقبون أن (تيار الكماليين) أو (المكتب العام) يحاول الآن الاستفادة من الانقسام بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول)، فضلاً عن حديث عن (تيار رابع جديد) قد ينشق عن (مجموعة لندن) حال عدم تنفيذ مطالبه، التي تعلقت بضرورة ترتيب إدارة (الإخوان) وتدشين (مكتب إرشاد جديد).

وأكد خبراء في الحركات الإسلامية أن تأخر إعلان اسم القائم بأعمال المرشد، لا يتعلق بجمعية عمومية أو ناخبين أو موعد محدد لإعلان نتائج انتخابات؛ لكن يرتبط أكثر من تنظيم يتصارعون داخل الإخوان، ولا يُمكن الحكم على قوام كل تنظيم، موضحين أن حجم الفرق المتصارعة على التنظيم لا يتجاوز 20 في المائة، لكن الإعلان عن اسم القائم بالأعمال الجديد، يرتبط بحسابات مالية، ودول بعينها، فضلاً عن أن الإعلان يرتبط بخطوة معينة داخل (جبهة لندن) تتفوق بها على الجبهات الأخرى المتصارعة.

وأشاروا إلى أن (جبهة لندن) توافقت على تسمية صلاح عبد الحق في منصب القائم بأعمال المرشد، لكن تم تأجيل الإعلان رسمياً لحين الحصول على (بيعة) للقائم بالأعمال الجديد من جميع الأطراف؛ إذ إن عبد الحق يتعامل الآن مع الجميع على أساس أنه هو القائم بأعمال المرشد، ويجري اجتماعات للحصول على (البيعة)، وتحقيق مزيد من التقارب مع جميع الأطراف.

ووفقا لمراقبين فإن عبد الحق لم يشغل أي مناصب رفيعة المستوى داخل التنظيم، وكان مسؤول التربية داخل (الإخوان)، وكان قبل تداول اسمه لا يقيم في لندن أو إسطنبول، لكنه وُلد في مصر عام 1945 وانضم لـ(الإخوان) في سن 19 عاماً، وحكم عليه عام 1965 في القضية المتهم فيها سيد قطب (مُنظّر الإخوان)، ومحمد بديع.

وفيما يخص موعد إعلان اسم القائم الأعمال الجديد، قال المراقبون: «قد يتحدد الموعد، إذا أقدمت (جبهة إسطنبول) مثلاً على خطوة جديدة، وقتها تسارع (جبهة لندن) في الإعلان عن تنصيب عبد الحق؛ إذ إن الجبهتين تعتقدان أن شرعية قيادة التنظيم معهما، لكن الشرعية الكبرى مع قيادات السجون، لذا يبدو أن أزمة عدم الإعلان عن اسم القائم بأعمال المرشد، خلفها محيي الدين الزايط، فهو ربما لا يريد ومجموعته التسليم بعبد الحق لقيادة التنظيم، أو ربما تنتظر (جبهة لندن) رسالة من قيادات السجون لحسم الأمر لصالح عبد الحق.

ومن ناحيتها، أكدت جبهة إسطنبول “فشل المفاوضات مع (مجموعة لندن) بشأن منصب القائم بأعمال المرشد. متهمة جبهة لندن بـ”محاولات تمزيق (الإخوان)، وتشكيل (كيانات موازية غير شرعية)، وفرض أشخاص (في إشارة لاختيارات مجموعة لندن لشاغل منصب القائم بالأعمال) على رأس التنظيم بالمخالفة الصريحة للنظم واللوائح”.

ويذكر أن الصراع بين جبهتي لندن وإسطنبول على منصب القائم بأعمال المرشد سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وتشكيل هيئة عليا بديلة عن مكتب إرشاد الإخوان، وعقب ذلك تم تشكيل جبهة لندن ومجلس شورى جديد، وإعفاء أعضاء مجلس شورى إسطنبول ومحمود حسين من مناصبهم.

وفاقم قادة التنظيم الدولي من محمود حسين وإبراهيم منير قبل رحيله من الأزمات داخل الجماعة، والتي لم تنتهِ بوفاته وتزايدت حتى وصلت إلى المطالبات بضرورة تشكيل مكتب إرشاد جديد؛ إذ اتسعت دائرة الصراع بين إخوان مصر؛ ما يُثير مخاوف قيادات الخارج، من ظهور تيارات أو مجموعة صغيرة جديدة، غير الجبهات الثلاث المتصارعة على قيادة التنظيم، وهي لندن، وإسطنبول، وتيار الكماليين.
وهو ما ظهر بعد نشر شباب من الموالين لجبهة لندن رسالة طالبوا فيها بمطالب لضمان عودة التنظيم من جديد وتجاوز الخلافات بين قياداته، ومن بينها تشكيل مكتب إرشاد جديد للتنظيم يكون بتوافق من عناصر الإخوان، وإعداد لائحة جديدة لا تُجامل مجموعة على حساب أخرى وتضع حلولاً للمشاكل الداخلية للتنظيم، وحصر أموال التنظيم وتقنينها رسمياً مما لا يدَع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم.

spot_img