لم يستطع رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها فايز السراج الصمود أمام الأزمات الداخلية التي يواجهها في ليبيا؛ إذ واجه على مدار الشهرين الماضيين صراعاً سياسياً كبيراً داخلياً، بعد الرفض الشعبي والسياسي له، وانتفاض الشعب الليبي ضده في تظاهرات احتجاجية كبرى خرجت خلال الأيام الماضية ضد فساد الحكومة وسوء الخدمات، ويبدو أن هذا الحراك آتى ثماره باتجاه السراج لتقديم استقالته.
وهو ما أكدته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، الثلاثاء، كاشفة أن السراج يعتزم الإعلان عن استقالته من منصبه في نهاية الأسبوع الجاري، وتفعيلها الشهر المقبل بعد الانتهاء من محادثات جنيف.
ونوهت الوكالة الأميركية وفقاً لمصادرها الليبيين، بأن الشهر المقبل سيكون هو آخر شهر للسراج في الحكومة الليبية المنتهية ولايتها، ولكنه سيبقى في هذا المنصب بشكل مؤقت لحين تشكيل حكومة جديدة في جنيف خلال الشهر المقبل.
اعتبرت بلومبيرغ، أن بقاء السراج في منصبه خلال الفترة الماضية رغم تصاعد الاحتجاجات ضده، كان بمساعدة ودعم من حليفه التركي رجب طيب أردوغان، لافتةً أن استقالة السراج ستخفف الضغوط في مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة والخروج من المأزق السياسي الحالي، حيث سيطلب من الأطراف المتنافسة تعيين مجلس رئاسي جديد وتوحيد الإدارات الليبية المتناحرة لترتيب انتخابات قريبة.
وأكدت الوكالة، أن هذه الخطوة ستلقى ترحيباً كبيراً من الحلفاء الإقليميين وعلى رأسهم مصر وفرنسا، وقد يعود الهدوء إلى ليبيا مجدداً.
