ذات صلة

جمع

تعز تفتح ثغرة النصر.. هروب الحوثيين يكشف تصدع الجبهة وتغير ملامح الصراع

أحدث التحرك العسكري الأخير في محافظة تعز شرق مديرية...

رسائل النار بين دمشق وتل أبيب.. هل ترد سوريا؟

نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أمريكي رفيع أن إدارة...

السويداء تحت النار مجددًا.. هل تنزلق المدينة إلى دوامة الصدام المفتوح؟

عادت محافظة السويداء، جنوب سوريا، لتتصدر مشهد التوتر في...

العملة المعدنية الحوثية: تصعيد اقتصادي يُهدد الاستقرار في اليمن

في خطوة مفاجئة، أعلنت ميليشيا الحوثي إصدار ورقة نقدية...

السويداء تحت النار مجددًا.. هل تنزلق المدينة إلى دوامة الصدام المفتوح؟

عادت محافظة السويداء، جنوب سوريا، لتتصدر مشهد التوتر في البلاد بعد أن شهدت خلال الأيام الماضية تصعيدًا غير مسبوق، اتّسم بمواجهات مسلّحة عنيفة بين مجموعات محلية والقوات النظامية، في وقت دخلت فيه إسرائيل على خط الأحداث عبر غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية داخل المدينة.


الاشتباكات التي اندلعت في المدينة وريفها أعادت إلى الأذهان سيناريوهات الفوضى، وسط حالة من القلق الشعبي إزاء تمدد العنف، وتحول السويداء إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وتحديدًا في ظل التهديدات العلنية التي وجهتها تل أبيب للنظام السوري، بعد استهداف الطائفة الدرزية، وفق ما جاء في بيانات رسمية إسرائيلية.

تصعيد بعد “هدنة معلنة”

ورغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجهات الرسمية ووجهاء من المدينة قبل يوم واحد فقط، تفجرت الأوضاع مجددًا صباح الأربعاء، حيث تجددت الاشتباكات داخل أحياء السويداء، بالتوازي مع تحركات عسكرية في الريف الغربي، الذي بات يشهد مواجهات يومية بين القوات الحكومية ومسلحين محليين.

وزارة الدفاع السورية اتهمت ما وصفته بـ”مجموعات خارجة عن القانون” بخرق الهدنة، وأكدت أن القوات النظامية تتعامل مع مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك، بما يضمن حماية المدنيين، ومنع سقوط ضحايا بين الأهالي.

معركة النفوذ.. من يسيطر على المشهد؟

تتسم الأحداث الأخيرة بطابع معقد، حيث لا تقتصر المواجهات على الطابع الأمني، بل تحمل في طياتها أبعادًا اجتماعية ومذهبية، في ظل الغضب المتصاعد داخل الطائفة الدرزية من تعامل الحكومة مع مطالب المنطقة، ورفضها دمج أبناء السويداء في القرار السياسي أو الإداري منذ سنوات.

في المقابل، تشير تقارير حقوقية إلى أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت سقوط أكثر من 240 قتيلًا، في معارك شاركت فيها فصائل محلية وعشائر بدوية، وسط غياب لأي دور فعّال للوساطات التي حاولت احتواء الموقف في بدايته.

إسرائيل تدخل على الخط

وفي تطور نوعي، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن شن غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للجيش السوري داخل السويداء، مؤكدة عبر مسؤولين عسكريين أنها ستواصل عملياتها إلى حين انسحاب القوات النظامية من المدينة.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صعّد لهجته قائلاً إن “إسرائيل لن تتخلى عن الدروز في سوريا”، وهدد بتكثيف العمليات إذا لم تلتزم دمشق بشروط الانسحاب.

الهجوم الإسرائيلي يفتح تساؤلات عميقة حول مستقبل الوجود العسكري في الجنوب السوري، وإمكانية تحول المواجهة إلى صراع إقليمي مباشر، خصوصًا مع ارتفاع وتيرة القصف وتأكيد تل أبيب على فرض منطقة منزوعة السلاح.


حيث تقف السويداء على مفترق طرق خطير؛ بين تصعيد داخلي مدفوع بالغضب الشعبي ورفض التهميش، وبين تدخل خارجي تقوده إسرائيل بزعم حماية الأقلية الدرزية، في وقت تبدو فيه الدولة السورية عاجزة عن احتواء الموقف دون اللجوء إلى القوة.

spot_img