في خضم تصاعد الأزمات الإقليمية، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، جولة خليجية تستهلها السعودية، وتشمل قطر والإمارات، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في يناير الماضي، وتأتي هذه الزيارة في ظل توترات متزايدة في المنطقة، تشمل الحرب في غزة، التوترات مع إيران، والتحديات الاقتصادية العالمية.
أهداف الزيارة: تعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية
وتهدف زيارة ترامب إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية مع دول الخليج، حيث يشارك في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض، بحضور شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك؛ لمناقشة فرص التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، الطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة.
كما يسعى ترامب إلى تأمين استثمارات خليجية ضخمة في الاقتصاد الأمريكي، قد تتجاوز تريليون دولار، مع التركيز على صفقات في مجالات الدفاع والطاقة .
الملفات الإقليمية المطروحة: إيران، غزة، والتطبيع
وعلى الرغم من التركيز الاقتصادي، تتناول الزيارة ملفات إقليمية حساسة، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز التعاون الدفاعي مع السعودية لمواجهة التهديدات الإيرانية.
كما يناقش الجانبان سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وسط جهود أمريكية لإعادة إحياء مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، رغم اشتراط الرياض تحقيق تقدم في ملف الدولة الفلسطينية .
ومن المنتظر أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات نوعية تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية، ولطالما كان للولايات المتحدة دور محوري في قضايا الشرق الأوسط سواء كان ذلك على مستوى الشراكة الاقتصادية أو الأمنية.
رسائل الزيارة: تأكيد الدور الخليجي في السياسة الأمريكية
ويرى محللون، أن اختيار ترامب للسعودية كأول محطة خارجية له يعكس إدراكه لأهمية الخليج في السياسة الأمريكية، ليس فقط كمصدر للطاقة، بل كشريك استراتيجي في قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكدين أن “ترامب يدرك أن دول الخليج أصبحت مفصل توازن إقليمي، ومفتاح في ملفات الطاقة ومكافحة الإرهاب والتحالفات” .
ومن المتوقع أن تسفر الزيارة عن توقيع اتفاقيات اقتصادية كبرى، وتعزيز التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، ومع ذلك، تواجه القمة تحديات تتعلق بالتوترات الإقليمية، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة، وتعقيدات الملف النووي الإيراني.
ويرى مراقبون، أن نجاح الزيارة يعتمد على قدرة الطرفين على تحقيق توازن بين المصالح الاقتصادية والتحديات الأمنية.
وتأتي زيارة ترامب للسعودية في لحظة حرجة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز شراكاتها الاقتصادية والأمنية في منطقة تشهد تحولات جيوسياسية كبيرة، وبينما تحمل الزيارة فرصًا لتعميق التعاون، فإن نجاحها مرهون بمدى قدرة الجانبين على التعامل مع التحديات الإقليمية المعقدة.