مطار صنعاء يتحول إلى ركام.. غارات إسرائيلية تُكبد الحوثيين خسائر تتجاوز 500 مليون دولار

كشفت جماعة الحوثي، عبر وسائل إعلامها، عن حجم الدمار الكبير الذي خلّفته الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على مطار صنعاء الدولي، والتي نُفذت مساء أمس الثلاثاء، في تصعيد غير مسبوق على الأراضي اليمنية.

دك شامل للبنية التحتية: صالات ومباني سوّيت بالأرض

وقال مدير مطار صنعاء، خالد الشايف، في تصريحات نقلتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، إن الخسائر الأولية الناتجة عن القصف تُقدّر بنحو 500 مليون دولار، مؤكدًا أن “عملية تقييم الأضرار ما تزال جارية”.

وأوضح الشايف، أن الغارات الإسرائيلية دمّرت صالات المطار بالكامل، بما فيها من أجهزة ومعدات، في حين تم تسوية مبنى التموين بالأرض، في مشهد يعكس حجم الدمار الذي طاول المنشأة الحيوية.

كما أدت الغارات إلى تدمير جميع الطائرات المدنية المتواجدة في المطار، إلى جانب صالة المسافرين وعدد من المرافق المدنية المرتبطة بإدارة وتشغيل المطار.

نتنياهو يتوعد: هذه ليست ضربة رمزية

وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “من يهاجم إسرائيل يتحمل العواقب بنفسه”، مضيفًا أن رد تل أبيب لن يكون رمزياً أو لمرة واحدة، بل سيشمل “عدة ضربات تُحدد وفقاً لحسابات إسرائيلية بحتة”.

وأشار نتنياهو، أن الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين هو ما مكّنهم من الاستمرار في شن الهجمات، مضيفاً أن “هذا ينطبق أيضًا على الراعي الأساسي للحوثيين، إيران، التي لولا دعمها طويل الأمد لما تمكنوا من تنفيذ هذه العمليات”.

من الحديدة إلى صنعاء.. تصعيد متسارع

وتأتي هذه الغارات بعد ساعات فقط من قصف إسرائيلي استهدف محافظة الحديدة غربي اليمن، ما يعكس تحولًا لافتًا في قواعد الاشتباك، حيث باتت إسرائيل توجه ضربات مباشرة لمناطق تخضع لسيطرة الحوثيين، في إطار ردها على هجمات متكررة بطائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى استهدفت إيلات ومواقع إسرائيلية أخرى.

ويُذكر أن هذه هي المرة الثانية خلال أسابيع التي تستهدف فيها إسرائيل مطار صنعاء الدولي بشكل مباشر، بعد اتهام الحوثيين باستخدامه كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية، في سياق دعمهم المعلن لحركة “حماس” في غزة.

رسائل استراتيجية تتجاوز اليمن

ويرى مراقبون، أن استهداف مطار صنعاء لا يهدف فقط إلى تقويض قدرات الحوثيين، بل يحمل رسائل إقليمية متعددة الأطراف، أبرزها إلى إيران، التي تتهمها إسرائيل بإدارة غرفة عمليات مشتركة لدعم الحوثيين و”حزب الله” وفصائل في العراق وسوريا ضمن ما تسميه “محور المقاومة”.

كما يحمل التصعيد دلالة على انخراط إسرائيل في جبهة اليمن بشكل مباشر أكثر من أي وقت مضى، ما ينذر باتساع رقعة الحرب الإقليمية في ظل استمرار التوتر في غزة وجنوب لبنان.