ذات صلة

جمع

الساحل السوري يشتعل.. هل بدأ فصل جديد من الصراع الداخلي؟

شهد الساحل السوري، وتحديدًا مدينتي طرطوس واللاذقية، تصاعدًا غير...

الحوثيون ونهب عائدات الكهرباء: تمويل الحرب على حساب المواطنين

في ظل الصراع المستمر في اليمن، برزت ممارسات جماعة...

مستقبل الطاقة في العراق بعد القرار الأمريكي: هل تجد بغداد بديلًا للكهرباء الإيرانية؟

مع انتهاء الإعفاءات الأمريكية التي كانت تسمح للعراق باستيراد...

تركيا بين الوساطة والتورط.. تقرير أمريكي يضرب مصداقية أنقرة في السودان

في ظل المساعي التركية لتقديم نفسها كوسيط محايد في...

الساحل السوري يشتعل.. هل بدأ فصل جديد من الصراع الداخلي؟

شهد الساحل السوري، وتحديدًا مدينتي طرطوس واللاذقية، تصاعدًا غير مسبوق في التوترات الأمنية، مع اندلاع مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان أحد أبرز قادة الجيش السوري خلال حقبة بشار الأسد.

هذه التطورات أثارت ردود فعل دولية واسعة، وسط قلق مُتزايد بشأن الوضع الإنساني المتدهور في المنطقة.

ليلة دامية.. ماذا حدث؟

اندلعت الاشتباكات مساء الخميس، حيث هاجمت مجموعات مسلحة تابعة لسهيل الحسن مواقع تابعة للقوات الأمنية السورية، ما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا على الأقل من الجيش السوري، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشارت التقارير إلى أن أعمال العنف شملت عمليات تصفية وإعدامات ميدانية، وسط اتهامات بتصفية حسابات داخلية بين الفصائل المسلحة التابعة للنظام السوري. كما تحدثت مصادر محلية عن استهداف عائلات بأكملها، ما أثار قلقًا واسعًا حول طبيعة التصعيد والمخاطر التي يُشكلها على السكان المدنيين.

ردود الفعل الدولية.. إدانات وتحذيرات

أثارت هذه الأحداث موجة تنديد واسعة من المجتمع الدولي، حيث أصدرت الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والأمم المتحدة بيانات تُحذر من تفاقم الأوضاع وتطالب بفتح تحقيقات شفافة حول ما يجري.


وقد علق وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، على الأحداث قائلًا: “نقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، وعلى السلطات السورية أن تتحمل مسؤولية محاسبة الإرهابيين المتطرفين الذين نفذوا هذه الجرائم”.


تصريحات روبيو تُشير إلى قلق أمريكي متزايد بشأن استهداف الطائفة العلوية، التي تُشكل الغالبية في الساحل السوري، وسط مخاوف من أن تُؤدي هذه الاشتباكات إلى تحولات جذرية في موازين القوى داخل النظام.


من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن حكومة دمشق مُطالبة بـ ضمان حماية جميع السوريين ووضع مسار واضح للعدالة.


وأعربت الحكومة الألمانية عن صدمتها من التقارير التي تتحدث عن إعدامات جماعية، داعيةً النظام السوري إلى منع وقوع المزيد من المجازر واتخاذ خطوات فعلية لحماية المدنيين.


بينما مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، فقد أعرب عن قلق بالغ إزاء الأنباء الواردة من الساحل السوري، مشيرًا إلى وجود تقارير عن إعدامات على أسس طائفية، وأخرى تُفيد بأن عائلات بأكملها تعرضت للتصفية.


وفي السياق ذاته، دعت الخارجية الفرنسية إلى إجراء تحقيق دولي مستقل لكشف ملابسات الأحداث، وإدانة المتورطين فيها.

تحركات داخلية.. تحقيق رسمي أم محاولة للالتفاف؟

في خطوة مُفاجئة، أعلنت الرئاسة السورية، الأحد، عن تشكيل لجنة تحقيق خاصة للنظر في مجريات الأحداث التي هزّت الساحل السوري، في محاولة لاحتواء تداعيات العنف المتصاعد.

ويرى مراقبون أن الاشتباكات الأخيرة تعكس تصعيدًا غير مسبوق داخل أروقة النظام السوري، حيث يُواجه بشار الأسد تحديات داخلية من شخصيات كانت يومًا ما جزءًا من منظومته العسكرية.

الضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان مقربًا من القيادة السورية، يبدو أنه تحوّل إلى خصم داخل النظام، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المواجهات بداية لتغييرات أوسع داخل بنية النظام، أم أنها مجرد تصفية حسابات محدودة.