في تطور خطير يكشف عن أبعاد جديدة للتمدد الإرهابي في المنطقة، كشفت تقارير أممية واستخباراتية عن لقاءات سرية بين قيادات ميليشيات الحوثي وحركة الشباب الصومالية.
اللقاءات تهدف لتنسيق عمليات تهريب الأسلحة والمقاتلين، وتوسيع نطاق الأعمال الإرهابية بما يخدم المصالح الإيرانية في البحر الأحمر وخليج عدن.
هذا التحالف يفتح الباب أمام مرحلة أكثر خطورة من العمليات الإرهابية المنظمة التي تستهدف استقرار الدول الإقليمية وتعزز الفوضى في منطقة تشهد بالفعل توترات متزايدة.
لقاءات سرية واتفاقيات تسليح متقدمة
حسب مصادر إعلامية، عقد اجتماع مشترك بين ممثلين عن الحوثيين وحركة الشباب الصومالية في جنوب الصومال، تبعه عدد من اللقاءات الأخرى التي أفضت إلى اتفاقات خطيرة، شملت تنسيق التدريب والتسليح.
لا سيما في مجال تطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة، وصناعة الألغام البحرية والبرية، كما تضمن الاتفاق نقل مجموعات قتالية مشتركة بين جانبي البحر الأحمر للمشاركة في عمليات إرهابية تصبّ في مصلحة الحركتين، وفي الوقت ذاته تخدم الأجندة الإيرانية في المنطقة.
هذه التطورات تأتي في سياق استراتيجية إيرانية تعتمد على استغلال التنظيمات الإرهابية لتحقيق أهدافها، ومنح القوى الغربية الذرائع لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة.
خاصة في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما يعيد خلط الأوراق الأمنية في واحدة من أهم الممرات المائية العالمية.
تدفقات المقاتلين.. تصعيد خطير يهدد الأمن الإقليمي
خلال الأسابيع الماضية، رصدت التقارير الاستخباراتية تدفقاً غير مسبوق لمقاتلين عرب وأجانب إلى اليمن عبر السواحل، قادمين من مناطق نفوذ حركة الشباب في القرن الأفريقي.
هؤلاء المقاتلون يتم تسهيل عبورهم بواسطة قادة من الحركة بالتنسيق مع الحوثيين، ليتم إدماجهم في جبهات القتال اليمنية، خاصة في المناطق المحررة وجبهات مأرب وتعز والساحل الغربي، إضافة إلى مناطق قريبة من الحدود السعودية مثل صعدة والجوف وحجة.
ووفقاً لمصادر استخباراتية أمريكية، فإن عمليات تهريب المقاتلين هذه ليست عشوائية، بل تأتي ضمن خطة محكمة تهدف إلى تعويض النقص البشري في صفوف الحوثيين بعد الضربات التي تعرضوا لها خلال الأشهر الماضية.
مما يعكس تطورًا نوعيًا في علاقة الحوثيين بحركة الشباب الصومالية، التي أصبحت الآن أكثر من مجرد شريك إرهابي، بل بمثابة مورد بشري واستراتيجي يغذي معارك الحوثيين ضد الحكومة اليمنية والتحالف العربي.
خطر متزايد على الملاحة الدولية
هذا التحالف المتصاعد بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية لا يشكّل تهديداً لليمن والصومال فحسب، بل يمتد ليطال الأمن الإقليمي والدولي، خصوصاً مع تطور قدرات الجماعتين في مجال الهجمات البحرية باستخدام الزوارق المفخخة والطائرات المسيرة.
التقارير الدولية حذرت من أن استمرار هذا التعاون سيؤدي إلى تفاقم الخطر على حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، بما قد يؤثر على قناة السويس، أحد أهم الممرات التجارية في العالم.
الأجندة الإيرانية ودعم التنظيمات الإرهابية
العلاقة بين الحوثيين وحركة الشباب لم تبدأ اليوم، بل تعود إلى عام 2006، عندما لعبت إيران دور الوسيط لتنسيق تحركات التنظيمات الإرهابية في المنطقة لصالح حزب الله اللبناني.
بات هذا التعاون أكثر تطورًا، حيث يسعى الطرفان لتحقيق أجندة إيرانية واضحة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، وإيجاد بيئة أمنية مضطربة تسهل تدخلات إيران ووكلائها المسلحين في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، بات من الواضح أن التحالف بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية لم يعد مجرد تعاون محدود، بل أصبح شبكة معقدة من المصالح المشتركة التي تعزز الإرهاب في المنطقة.