وكأنه ربيع عربي ضرب الولايات المتحدة، أحداث مشتعلة وخيام واقتحامات شرطية واعتقالات للطلاب المتظاهرين في الولايات المتحدة ضد إسرائيل تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.
وعلى مدار ما يقرب من أسبوعين، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تصاعدًا مثيرًا في الأحداث الجامعية، حيث وصلت الأمور إلى ذروتها عقب إعلان الكونجرس الأمريكي دعم إسرائيل وأوكرانيا، وهو ما سبب حالة من الغضب الطلابي على إدارة بايدن، وتعاطفها مع الحرب في قطاع غزة.
وفي السابع عشر من إبريل نصب مجموعة من الطلاب خيامهم في ساحة جامعة كولومبيا الأمريكية؛ احتجاجًا على الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين إدارة الجامعة بمنع أي تعاون مع الشركات التي تدعم الحرب، ذلك في الوقت الذي كانت رئيسة الجامعة مينوش شفيق في طريقها إلى مقر الكونغرس في العاصمة واشنطن، في ذلك اليوم؛ لحضور جلسة حول الاحتجاجات وكيفية مواجهتها.
وخلال الجلسة التي استمرت نحو أربع ساعات، دافعت مينوش عن القرارات التي اتخذتها، وقالت: إن الطلاب “يعلمون جيدًا أن انتهاك قواعدنا سيكون له تبعاته”.
لكن مينوش اتخذت قرارًا في اليوم التالي أشعل الاحتجاجات في عدة كليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بعد أن قالت: إن الطلاب اعتدوا على الممتلكات ورفضوا المغادرة وخلقوا “بيئة مضايقة ومخيفة” للعديد من زملائهم.
ورفض الطلاب الانصراف وإنهاء الاحتجاج، فقامت “مينوش” باستدعاء شرطة مدينة نيويورك للتدخل وإنهاء الاعتصام، في مشهد عبثيًا كان أشبه بالمواجهة الكبرى؛ مما اشعل نار الاحتجاجات في البلاد.
واعتقلت شرطة مكافحة الشغب أكثر من 275 متظاهرًا ومعتصمًا في أربع جامعات أمريكية، 27 أبريل 2024، في عملية إخلاء للحرم الجامعي، لكن عاد الطلاب ونصبوا الخيام في باحات الجامعة.
ومن بين المعتقلين في جامعة واشنطن، المرشحة الرئاسية عن حزب الخضر جيل ستاين التي انتقدت الشرطة بسبب استخدامها أساليب عدوانية أثارت نوعًا من الاضطراب الذي يفترض بها أن تخمده، وقالت لقناة “سي إن إن” – قبل وقت قصير من اعتقالها، السبت-: “الأمر يتعلق بحرية التعبير في قضية بالغة الأهمية”، مضيفة: “ها هم يرسلون شرطة مكافحة الشغب ويثيرون أعمال شغب”.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لقناة “ايه بي سي” التلفزيونية الأمريكية: “نحن بالتأكيد نحترم الحق في الاحتجاج السلمي”، لكنه أضاف: “نحن ندين تمامًا لغة معاداة السامية التي سمعناها مؤخرًا، وندين بالتأكيد كل خطاب الكراهية والتهديدات بالعنف هناك”.
ومن جانبها، أعلنت نعمت مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، فشل المحادثات مع محتجين مؤيدين للفلسطينيين لإزالة خيام نصبوها في حرم الجامعة، وحثتهم على إنهاء احتجاجهم طوعًا وإلا سيُفصلون من الجامعة.
وقالت نعمت: إن المحادثات التي استمرت أيامًا بين الطلاب المنظمين للاحتجاج والقادة الأكاديميين لم تفلح في كسر الجمود فيما يتعلق بالخيام التي نصبها المحتجون على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضافت نعمت – في بيان-: أن جامعة كولومبيا لن تسحب استثماراتها في الأصول التي تدعم الجيش الإسرائيلي، وهو مطلب رئيسي للمحتجين، لكنها عرضت الاستثمار في الصحة والتعليم في غزة وتحسين الشفافية بخصوص الممتلكات الاستثمارية المباشرة التابعة للجامعة.