أزمات الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة منذ سنوات، وهذا ما يجعل العالم في مرحلة حرجة إثر دخول معسكر الغرب الداعم لأوكرانيا في معركة كلامية تخوفًا من مواجهة مباشرة بين موسكو وحلف الناتو المتمثل في أغلب الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تصل الأمور وعواقبها إلى أزمة كبرى صنفها الكثيرين بأنها قد تكون مرحلة “الحرب العالمية الثالثة”، حيث أدت الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين إلى زعزعة شعور الزعماء الأوروبيين بالسلام الثابت بعد الحرب، ما دفع بالعديد من الدول الأوروبية إلى تسريع إنتاج الأسلحة لمد كييف وقواتها بما تحتاجه.
ومن الأمور التي تتصدر اهتمامات القارة أيضًا العودة المحتملة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة بعد مواقفه المشككة علنا في حلف شمال الأطلسي.
وقد ضم حلف شمال الأطلسي كلًا من بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، قبل 20 عامًا، ضمن فترة توسع كاسحة لما بعد الحرب الباردة، والآن تشكل الأنشطة التي يقوم بها الناتو في أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود تهديدًا مباشرًا لروسيا.
حيث قالت وزارة الخارجية الروسية: إن أنشطة حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود هي جزء من الاستعدادات لصراع محتمل مع موسكو، بينما كان رد رئيس اللجنة العسكرية في حلف “الناتو” الأميرال الهولندي روب باور بإنه لا توجد أي مؤشرات تدل على أن روسيا تخطط لغزو أي دولة في الحلف.
وأضاف: “لا توجد أي مؤشرات على أن روسيا تخطط لمهاجمة أي دولة من أعضاء حلف “الناتو”. لا أرى أي تهديد مباشر”، وأكد باور أن روسيا لديها طموحات خارج أوكرانيا، مضيفًا: “نعرف ذلك، ويجب أن يكون الحلف جاهزًا بشكل عام”، وشدد على أن استخدام المادة 5 من ميثاق حلف الناتو لا يمكن إلا في حال شن هجوم مباشر على دولة من دول الحلف.
وفي وقت سابق وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التصريحات بحول احتمال شن هجوم روسي على بولندا أو دول البلطيق بأنها هراء مطلق.
وأضافت وزارة الخارجية الروسية: أن حشد الكتلة العسكرية في رومانيا وبولندا ودول البلطيق أمر استفزازي ويؤدي إلى تفاقم التوتر العسكري على طول محيط الحدود الروسية ويخلق تهديدات لأمن البلاد.
في ظل إن بولندا تستعد للمشاركة مع أوكرانيا لصد العمليات الروسية ضد كييف، حيث أرسلت بولندا طائرات مقاتلة بعد أن شنت روسيا وابلا من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على أوكرانيا، ما يهدد بقيام حرب عالمية نظرًا لكون بولندا عضوا في حلف شمال الأطلسي.
