عملية انتخابية شابها الكثير من الأزمات بداية من عملية إرهابية قبل الانتخابات بوقت بسيط، وهو ما أثار شكوكًا دولية تجاه الفائزين في الانتخابات بجمهورية باكستان، في ظل مواجهة شرسة ما بين رئيس الوزراء السابق نواز الشريف الذي يسعي لفترة ولاية رابعة، ومنافسه من داخل السجون الباكستانية عمران خان.
رغم اتجاه أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان للفوز بأغلبية المقاعد، فإنه قد يتم مع ذلك استبعادهم من مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي، حيث نقل بيان عن قائد الجيش سيد عاصم منير، قوله: إن على باكستان أن “تتخلى عن سياسة الفوضى والاستقطاب التي لا تناسب دولة تقدمية”.
ورغم منع “حركة الإنصاف” الباكستانية، بزعامة عمران خان المسجون حاليًا، من خوض الانتخابات كحزب، فإن أداء المرشحين المستقلين الذين دعمتهم فاق التوقّعات.
وحصل هؤلاء المرشحون الذين قدّموا أنفسهم كمستقلين بعدما منعت الحركة من خوض الانتخابات، على 99 مقعدًا على الأقل من بينها 88 مقعدًا لموالين لخان، وفقًا لتعداد الأصوات الصادر صباح السبت.
وبذلك، يتقدّم المدعومون من حزب خان على حزب “الرابطة الإسلامية الباكستانية” بزعامة نواز شريف الذي فاز بـ71 مقعداً. وحلّ حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري في المركز الثالث، محقّقًا أداء أفضل من المتوقع بحصوله على 53 مقعدًا.
وعقب الانتخابات أعلن المرشحان الأوفر حظًا بفوزهما في وقت واحد بالانتخابات، حيث فاز حزب شريف بأكبر عدد من المقاعد لحزب واحد في الانتخابات التي أجريت الخميس، بينما فاز أنصار عمران خان المسجون حاليا بأكبر عدد من المقاعد إجمالاً، بعد أن دخلوا الانتخابات كمرشحين مستقلين بدلاً من ترشحهم في تكتل واحد بسبب حظر حزب خان من دخول الانتخابات.
وقال شريف أمام داعميه المحتشدين أمام منزله في مدينة لاهور شرق البلاد: الرابطة الإسلامية الباكستانية هو الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات بعد الانتخابات وواجبنا أن نخرج هذا البلد من الدوامة.
جاء إعلان “شريف” إثر فرز نتائج أكثر من ثلاثة أرباع المقاعد البالغ عددها 265 مقعدًا، بعد أكثر من 24 ساعة من نهاية الاقتراع، وحصل حزب شريف على 69 مقعدًا، في حين حصل حزب الشعب الباكستاني بقيادة بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء التي اغتيلت بينظير بوتو، على 51 مقعدًا.
وقال شريف: إن حزبه، حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز شريف، سيجري محادثات مع أحزاب سياسية أخرى عن تشكيل حكومة ائتلافية بعد أن فشل في الفوز بأغلبية واضحة بمفرده.
وعقب على الانتخابات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: إن واشنطن تتطلع إلى “نتائج كاملة تصدر في الوقت المناسب وتعكس إرادة الشعب الباكستاني”، معربًا عن مخاوف بلاده بشأن العملية.
في نفس الوقت، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق والمسجون حاليًا عمران خان فوزه في الانتخابات في رسالة صوتية ومرئية نُشرت بتقنية الذكاء الاصطناعي على حسابه بمنصة إكس، وفي الرسالة، التي عادة ما يتسلمها منه المحامين شفهيًا، رفض خان ادعاء منافسه نواز شريف في وقت سابق بالفوز في الانتخابات، ودعا خان أنصاره إلى الاحتفال بالفوز الذي تحقق رغم ما وصفه بحملة القمع على حزبه.
وقد أرجعت وزارة الداخلية التأخير في عدم الإعلان عن النتائج إلى “انعدام الاتصال” نتيجة للاحتياطات الأمنية.