في أول تواصل مباشر بين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ تنصيب ترامب في يناير 2025، يُجري الزعيمان مكالمة هاتفية مساء اليوم 19 مايو، وسط ترقب عالمي بشأن ما إذا كانت هذه المحادثة ستفتح نافذة دبلوماسية لإنهاء حرب أوكرانيا، أم ستؤدي إلى مزيد من التعقيد في العلاقات الدولية.
إدارة ترامب تعود بـ”نهج مختلف”
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أبدى ترامب توجهًا مغايرًا لسياسات سلفه جو بايدن فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، حيث أعلن أن بلاده “لن تكتب شيكًا على بياض لكييف”، ملمحًا إلى عزمه تقليص المساعدات العسكرية المباشرة.
وفي الوقت نفسه، تحدث ترامب مرارًا عن رغبته في إنهاء الحرب “خلال 24 ساعة”، في حال وجود رغبة جدية من الأطراف المعنية.
أهداف بوتين من المكالمة
وبالنسبة للرئيس الروسي، فإن الاتصال يحمل أهمية استراتيجية، إذ يسعى إلى اختبار مدى جدية ترامب في تغيير نهج واشنطن، وموقفه من استمرار دعم أوكرانيا، كما أن الكرملين يراقب كيف سيتعامل ترامب مع الملفات العالقة مثل العقوبات، وحلف الناتو، والتواجد الأمريكي في أوروبا الشرقية.
هل يلوّح ترامب بـصفقة كبرى؟
وتشير تسريبات من دوائر مقربة من إدارة ترامب، أن الرئيس الجديد قد يعرض مقاربة “صفقة كبرى” مع موسكو، تتضمن وقف العمليات العسكرية الروسية مقابل تنازلات دبلوماسية وتجميد عضوية أوكرانيا في الناتو، مع احتمالية رفع تدريجي لبعض العقوبات.
لكن مراقبين يحذرون من أن أي تنازل أمريكي دون ضمانات قد يُفسَّر كضوء أخضر لموسكو لتوسيع نفوذها الإقليمي، ما قد يشعل صراعات أخرى في دول البلطيق أو جورجيا.
أصداء أوروبية وتحذيرات أوكرانية
بينما في أوروبا، يسود القلق من أن تؤدي عودة ترامب إلى تراجع الدعم الغربي الموحد لكييف، وصرّح مسؤول في المفوضية الأوروبية بأن “الاتصال المرتقب بين ترامب وبوتين يمثل لحظة مفصلية في مستقبل أمن أوروبا بالكامل”.
من جهتها، حذرت كييف من أي صفقات تُعقد على حساب سيادتها، مؤكدًة أنها لن تقبل بتسويات تبقي القوات الروسية على أراضيها.
هل المكالمة مناورة تكتيكية أم بداية تسوية؟
ورغم الرمزية الكبيرة للمكالمة، لا يُتوقع أن تثمر عن اختراق كبير على المدى القصير، لكن مجرد عودة قنوات الاتصال المباشر بين واشنطن وموسكو، في ظل رئاسة ترامب، قد تكون مؤشرًا على تغير محتمل في قواعد اللعبة الجيوسياسية في أوروبا.
لذا، الرهان الأكبر سيكون على قدرة ترامب على ترجمة وعوده بإنهاء الحرب إلى خطوات ملموسة، دون أن يهدر التحالفات الغربية أو يضحي بأمن شركائه الدوليين.