من الواضح أن الأزمة بين أذربيجان وإيران ستتفاقم وتتخذ شكلا أكثر صعوبة؛ إذ أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أنها طردت 4 من موظفي السفارة الإيرانية باعتبارهم “غير مرغوب فيهم” بسبب أنشطتهم. وأعلنت باكو أيضًا عن اعتقال خلية تضم 6 أشخاص على صلة بالنظام الإيراني بتهمة التخطيط لـ”انقلاب عسكري”.
وقالت وزارة الخارجية الأذربيجانية: إنه تم استدعاء عباس موسوي، سفير إيران، لهذه الوزارة وإبلاغه بـ”استياء باكو الشديد”، وهذا الاستياء يعود إلى “الأعمال الاستفزازية الإيرانية الأخيرة تجاه أذربيجان”.
كما أعلنت هذه الوزارة أنه تم اعتبار 4 موظفين بالسفارة الإيرانية في باكو “عناصر غير مرغوب فيهم” بسبب “سلوكهم المخالف للأعراف الدبلوماسية ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961″، وطلبت باكو منهم مغادرة أراضي جمهورية أذربيجان خلال 48 ساعة.
ويأتي نشر هذا الخبر من قِبل وزارة الخارجية الأذربيجانية، في حين أعلن المتحدث باسم هذه الوزارة، أيخان حاجي زاده، قبل 3 أيام، في 3 أبريل عن استدعاء السفير الإيراني في باكو، عقب “إرسال مذكرة دبلوماسية من إيران إلى أذربيجان”.
ووفقًا لهذا الإعلان، استدعى مسؤولو وزارة الخارجية الأذربيجانية عباس موسوي، وأبلغوه أن المذكرة المذكورة حول المحتويات المنشورة في وسائل الإعلام الأذربيجانية تضم محتويات “مسيئة، وكاذبة، وتشهيرية، ومنحازة”.
كما تم إبلاغ السفير الإيراني أن “الإجراءات الإيرانية الأحادية الجانب تسببت على الدوام في سوء تفاهم في العلاقات بين البلدين، وأن إيران لم تستجب للخطوات الإيجابية من الجانب الأذربيجاني بشكل كافٍ”.
ولم تكن العلاقات بين باكو وطهران ودية في الأشهر القليلة الماضية، لكن سرعة زيادة الخلافات بين البلدين ارتفعت بعد أن هاجم مسلح إيراني السفارة الأذربيجانية في طهران في 27 يناير؛ ما أدى إلى إغلاق سفارة البلاد في طهران، واشتدت هذه التوترات مع الإعلان الرسمي عن افتتاح سفارة جمهورية أذربيجان في إسرائيل في 29 مارس من هذا العام، بحسب موقع “إيران إنترناشيونال”.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، في رسالة على “تويتر”، عن لقائه بوزير الخارجية الأذربيجاني، جيهون بيراموف، في تل أبيب، وقال إنه للمرة الأولى بعد 30 عامًا من العلاقات بين الجانبين، دخل ممثل جمهورية أذربيجان إلى إسرائيل وافتتح سفارته الدائمة في إسرائيل.
وتسبب هذا الإجراء برد فعل السلطات الرسمية الإيرانية، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، عن توسيع العلاقات الدبلوماسية بين باكو وتل أبيب: “طلبنا من الحكومة الأذربيجانية تقديم إيضاحات عما قاله وزير خارجية النظام الصهيوني عن الاتفاق مع أذربيجان على تشكيل جبهة موحدة ضد إيران”.
وفي 31 مارس، اعتبر كنعاني تصريحات وزير خارجية أذربيجان بشأن مضمون محادثاته مع الجانب الإسرائيلي حول “المرحلة الجديدة من الشراكة الإستراتيجية” بين باكو وتل أبيب بمثابة موافقة ضمنية على “التوجه المعادي لإيران في تعاونهم”. كان تأكيد كنعاني على مواقف إسرائيل “المعادية لإيران” وموافقة أذربيجان عليها إشارة إلى كلام كوهين في لقائه مع بيراموف، وفي إشارة إلى “نفس التهديدات” التي تواجهها باكو وتل أبيب، أكد أن “البلدين لديهما فهم مشترك لتهديدات إيران”.
بالإضافة إلى وزارة خارجية إيران، دان 210 ممثلين عن البرلمان الإيراني افتتاح سفارة جمهورية أذربيجان في إسرائيل، يوم الأربعاء، وهددوا باكو بـ”العواقب السياسية” لهذا القرار، واصفين حكومة هذا البلد بأنها “متواطئة مع النظام الصهيوني في القتل والجريمة ضد الفلسطينيين المظلومين”.
بالتزامن مع هذه التوترات حول العلاقات الودية بين باكو وتل أبيب، تعرض فاضل مصطفى، أحد نواب برلمان جمهورية أذربيجان المعارض لنفوذ إيران في بلاده، لمحاولة اغتيال فاشلة. ونسبت باكو محاولة الاغتيال إلى عملاء مرتبطين بإيران، وأعلنت وزارة الداخلية الأذربيجانية عن اعتقال عدة أشخاص على صلة بهذا الهجوم في 3 أبريل.
وأصدرت وزارة الداخلية وجهاز الأمن في جمهورية أذربيجان، بيانا مشتركا حول “اعتقال 6 رجال على صلة بجهاز المخابرات الإيراني”، وقالت إن هدف هؤلاء الأشخاص كان “انقلابا عسكريا” في باكو، إذ قد نشط هؤلاء في دعاية إيران الداعمة للتطرف الديني.
وبحسب حكومة باكو، فإن هؤلاء الأشخاص وظفتهم “المخابرات الإيرانية” من أجل “زعزعة استقرار الوضع في أذربيجان” وإقامة حكومة دينية في هذا البلد، وتمويل أعمالهم من خلال تهريب المخدرات.
وفي نهاية شهر مارس من هذا العام، أصدرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، ردا على تصريحات قائد القوات البرية في الجيش الإيراني بشأن وجود “إسرائيل وداعش” في أراضي أذربيجان، بيانا قويا ونفت تصريحات كيومرث حيدري.
يذكر أن سلسلة الخلافات الشفوية المترابطة والاتهامات التي تنسبها السلطات الإيرانية وجمهورية أذربيجان لبعضهما البعض تظهر أن التوتر بين طهران وباكو قد تفاقم.