لا تزال حالة التخبط والانشقاق تسيطر على تنظيم الإخوان الدولي، سواء قبل وفاة إبراهيم منير أو حتى بعد أن وافته المنية وذلك جراء اشتداد الصراع بين جبهتي الجماعة في إسطنبول وتركيا على منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان.
ويشهد تنظيم الإخوان صراعات مستمرة اندلعت قبل عامين من الآن، إلا أنها زادت عقب وفاة إبراهيم منير جراء اقتناص منصب المرشد العام من أنياب الجبهة الأخرى.
ورغم اختيار جبهة لندن القيادي الإخواني صلاح عبدالحق، إلا أن الصراع اشتعل مُجددًا في ظل طرح أكثر من اسم لتولي المنصب أبرزهم حلمي الجزار، باعتباره الأكثر دراية بأزمات التنظيم، بالإضافة إلى محمد البحيري القيادي في التنظيم الدولي ومسؤول إفريقيا والذي يُعد من أبرز رجالات التفكير القطبي داخل الجماعة مثل صلاح عبدالحق.
ويُعد صلاح عبدالحق من منظري الإخوان المسلمين ومؤرخيهم باعتباره مسؤول التربية بالتنظيم كما أنه المتهم رقم 34 في قضية التنظيم عام 1965 مع السيد قطب، انضم إلى تنظيم الإخوان وتم سجنه وهو في عمر 19 سنة وكان بالفرقة الأولى من كلية الطب وكان اختيار المذكور بهذا المنصب بسبب وصية إبراهيم منير والتزم بها مجلس الشورى التابع لجبهة لندن.
كل ذلك وسط اقتراب حدوث انقلاب داخل الإخوان، حيث يرغب شباب الإخوان في إبعاد القيادات التاريخية “عواجيز الجماعة”، عن تولي المناصب القيادية للتنظيم، وذلك بعد أن تجاوز صلاح عبدالحق الثمانين من عمره باعتباره نفس جيل محمد بديع ومحمود عزت، بالإضافة إلى أن أبرز القيادات المرشحة لمنصب المرشد مستقبلاً تجاوزوا الستين من عمرهم.
فيما أوضحت مصادر خاصة، أن قنوات الاتصالات أصبحت مسدودة بين جبهتي الإخوان في إسطنبول ولندن، وذلك في ظل رغبة كل طرف في القضاء على الآخر إلا أن المصادر أن محمود حسين يستعد لتوجيه عدة ضربات لجبهة إبراهيم منير خلال الساعات القليلة المقبلة.
واتخذت جبهة إسطنبول قرارًا اعتبره الكثيرون غير مفاجئ نظرًا للأحداث السابقة داخل الإخوان عبر الإعلان عن تعيين محمود حسين كقائم بأعمال المرشد لدى الجماعة، وذلك بهدف القضاء بشكل كامل على جبهة لندن التي كان يقودها إبراهيم منير قبل وفاته.
وخلال الفترة الماضية ظهرت عدة جبهات جديدة داخل الإخوان على رأسها تيار الكماليون الذي رغب في سحب البساط من تحت أيدي جبهتي إسطنبول ولندن، بالإضافة لرغبة الشباب في الانفراد بحكم الإخوان خلال الفترة الماضية، جراء رفضهم لسياسات “العواجيز” داخل الإخوان والتي تسببت في اقتراب انهيار التنظيم بأكمله.
ولجأت جبهات الإخوان لتدشين الهياكل الوهمية بهدف حسم النزاع فيما بينهم على قيادة التنظيم على رأسها إعلان محمود حسين من تركيا تشكيل المجلس الاستشاري للإخوان في رد على جبهة إبراهيم منير في لندن عقب لجوئها لحيلة الهياكل الوهمية بإعلان تشكيل الهيئة الإدارية العليا.
وبعد كل هذه الصراعات والانشقاقات يقترب تنظيم الإخوان من الانهيار جراء أطماع كل الأطراف في تولي المناصب الحساسة والهيمنة على أموال الجماعة.