طالبت منظمة العفو الدولية، بتدشين حملة دولية واسعة، لمطالبة قطر العاجلة بضرورة حماية حقوق عمال البناء الأجانب الذين شاركوا في تشييد منشآت كأس العالم 2022، بعد تعرضهم لمعاناة ضخمة.
وتحت عنوان “قطر ترسل عمال كأس العالم المهاجرين بعيدًا عن البلاد في وقت مبكر وتضعهم في إجازة غير مدفوعة الأجر لمدة خمسة أشهر حتى لا يكونوا مرئيين… مما أدى إلى دعوة منظمة العفو الدولية لاتحاد كرة القدم للتحرك”، نشرت صحيفة “دايلي أون صنداي” البريطانية تقريراً مفصلاً عن الانتهاكات القطرية.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن قطر ترسل عمال كأس العالم المهاجرين بعيدًا عن البلاد مبكرًا وتضعهم في إجازة لمدة خمسة أشهر غير مدفوعة الأجر حتى لا يكونوا مرئيين أثناء البطولة.
وتم إخبار العشرات من عمال البناء، الذين تمت مقابلتهم كجزء من التحقيق الذي أجرته Mail on Sunday حول استعداد قطر لكأس العالم، الذي ينطلق الأسبوع المقبل، بضرورة المغادرة في أغسطس المقبل، وقد أدى ذلك إلى تخوف الكثيرين من كيفية سداد القروض “الباهظة” التي أخذوها لشراء حق العمل في البلاد.
وقالت منظمة العفو الدولية: إن النتائج التي توصلنا إليها كانت مدعاة للقلق، وحثت اتحاد كرة القدم على الضغط على قطر لتوفير حماية أكبر للعمال المهاجرين.
وعلقت ماي رومانوس، باحثة شؤون الخليج في منظمة العفو الدولية عن حقوق المهاجرين، بقولها: “نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تشير إلى مطالبة العديد من العمال المهاجرين بمغادرة البلاد قبل انطلاق كأس العالم 2022”.
وتابعت: “نحن نعلم أن العديد من العمال يميلون إلى دفع آلاف الدولارات كرسوم توظيف باهظة وغير قانونية لتأمين وظائفهم في قطر والحصول على قروض بفوائد عالية لسدادها، أولئك الذين سيُجبرون على مغادرة البلاد ربما قبل سداد قروضهم سيجدون أنفسهم مع ديون ضخمة”.
وشددت على أهمية أنه “يجب على اتحاد كرة القدم، كجزء من مجموعة عمل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المعنية بحقوق العمال في قطر، الضغط على قطر لتعزيز حماية العمال المهاجرين بشكل عاجل، وتعويض جميع العمال مالياً والتحقيق في الوفيات غير المبررة”.
فيما قالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، التي تنسق الاستعدادات لكأس العالم، إنها لم تشرف على أي قرارات بشأن مغادرة العمال ووجهتنا إلى الحكومة القطرية، هذا ولم ترد الحكومة على طلب الصحيفة البريطانية للتعليق.
وحثت ماجدة إريكسون كابتن فريق تشيلسي النسائي يوم السبت اللاعبين على التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في قطر، حيث المثلية الجنسية غير قانونية.
قال اللاعب الدولي السويدي، وهو مثلي الجنس: “أهم شيء يمكن أن نفعله نحن -لاعبي كرة القدم- هو التحدث عن الوضع هناك – من أجل العمال الذين ليس لديهم صوت. عندما تتأهل فرق مثل إنجلترا لكأس العالم، أود أن أشجعهم بصدق على التحدث عما إذا كانوا يريدون قول شيء ما. بهذه الطريقة، على الأقل قد يأتي شيء جيد من هذا.
فيما أكد متحدث باسم اتحاد كرة القدم أنه: “نعتقد أن هناك دليلاً على تقدم كبير تحرزه قطر فيما يتعلق بحقوق العمال، لكننا ندرك أنه لا يزال هناك المزيد الذي يتعين القيام به. تظل وجهة نظرنا أن التغيير يتم تحقيقه على أفضل وجه من خلال العمل بشكل تعاوني مع الآخرين”.
وذكرت صحيفة “صنداي تايمز” أن العمال المهاجرين العاملين في كأس العالم أصيبوا بأمراض الكلى التي ربطها الخبراء الطبيون بالجفاف في مواقع البناء في قطر.
بينما وجدت دراسة أجريت على العمال الذين عادوا إلى ديارهم في نيبال أن “عددًا كبيرًا” أصيب بمشكلات خطيرة تتطلب عمليات زرع أو غسيل كلى.
وتم إجراء مقابلات مع أكثر من عشرة أطباء وخبراء في الصحة العامة، وقالوا إن خُمس مرضى غسيل الكلى في نيبال هم عمال عادوا من الخليج.
