من العراق إلى سوريا وحتى ألمانيا، تنفذ إيران أنشطة مثيرة للجدل بالعالم، حيث يتجاهل النظام الأزمات الداخلية من الاقتصاد وتفشي الفقر والبطالة، فضلا عن الاستعداد لانتخابات رئاسية تحيطها الخلافات.
وكشف تقرير للاستخبارات الاتحادية الألمانية أن إيران تسعى بشكل حثيث للحصول على التكنولوجيا “بشكل غير مشروع” بهدف تطوير برنامجها النووي والصاروخي، حيث تستهدف المعارضين المقيمين في ألمانيا أو يزورون بلادهم، في ظل زيادة أعداد مؤيدي حماس وحزب الله في البلاد.
ونشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية التقرير الألماني المكون من 420 صفحة الصادر عن المكتب الاتحادي لحماية الدستور وهو الاسم الرسمي لوكالة الاستخبارات الداخلية، متوقعة أن يكون لذلك التقرير تأثير على المفاوضات الحالية في فيينا حول إعادة إحياء اتفاق عام 2015.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن التقرير الألماني يعرض بالتفصيل التهديدات الأمنية التي واجهتها الجمهورية الاتحادية، في عام 2020، بداية من سعي إيران للحصول على تكنولوجيا غير مشروعة لبرنامج أسلحتها النووية إلى محاولاتها المتزايدة لتأمين مواد لبرنامجها الصاروخي، مؤكدا أن المؤشرات على محاولات إيران عقد صفقات شراء ذات صلة بالانتشار لبرنامجها النووي زادت في عام 2020.
ويعتبر مسؤولو الاستخبارات الألمانية أن “أنشطة الانتشار” هي “انتشار أسلحة الدمار الشامل الذرية أو البيولوجية أو الكيميائية أو السلع والتقنيات المستخدمة في تصنيعها، وأنظمة حمل الأسلحة (مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار)، والتكنولوجيا”.
وأكد التقرير الألماني أن النظام الإيراني، الذي يتضمن 100 مرة في الوثيقة، يهدف الحصول على التكنولوجيا من أجل برنامجه الصاروخي، والذي لا يتضمنه الاتفاق النووي عام 2015 لذلك، ظلت أنشطة الشراء الإيرانية في ألمانيا مرتفعة بشكل مستمر، مشيرا إلى أهمية توضيح جهود الانتشار الإيرانية المحتملة للبرنامج النووي المحلي وكذلك برنامج إطلاق الصواريخ الطموح والمعاقَب عليه دوليا وهو ما يمثل أولوية قصوى.
وأوضحت وكالة الاستخبارات أن النظام يسعى لتطوير “أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط. إيران متهمة، من بين أمور أخرى، بتزويد تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار لمختلف الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في منطقة الشرق الأوسط، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الحالية”.
واستشهد بإدانة رجل أعمال صيني وموظفه الألماني في محكمة بولاية بافاريا، في سبتمبر الماضي، لإرسالهما إلى إيران “آلات ذات صلة بالانتشار” يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، وذلك بمشاركة شركات مشتريات إيرانية مع خداع السلطات المسؤولة عن مراقبة الصادرات، مضيفا “لا يمكن استبعاد الاستخدام الفعلي للآلات في تكنولوجيا إطلاق الصواريخ الإيرانية”.
وترى الصحيفة أنه تقارير الاستخبارات السويدية والهولندية والألمانية، على مدى الأشهر القليلة الماضية، خلصت إلى أن إيران سعت للحصول على تكنولوجيا نووية لصالح برنامجها في عام 2020، مضيفة أن عدد أنصار وأعضاء حزب الله ارتفع في ألمانيا من 1050 في عام 2019 إلى 1250 في عام 2020، وارتفع عدد أنصار حماس في البلاد من 380 في 2019 إلى 450 في 2020.
وقبل نحو أسبوعين أورد تقرير وكالة الاستخبارات الداخلية لولاية ساكسونيا السفلى الألمانية أن عدد أعضاء وأنصار حزب الله في الولاية بلغ نحو 180 عضوا، بزيادة 20 عضوا من 160 في 2019، حيث إن أتباع حزب الله يحافظون “على التماسك التنظيمي والأيديولوجي، من بين أمور أخرى، في جمعيات المساجد المحلية، والتي يتم تمويلها بشكل أساسي من خلال التبرعات “.
وفي تقرير استخباراتي صدر بإبريل الماضي، تضمن أن إيران لم تتوقف عن مساعيها لامتلاك سلاح دمار شامل خلال عام 2020، وتطرق أيضا لأنشطة إيران “التجسسية” في ألمانيا، حيث باتت تعد أجهزة الاستخبارات في إيران بأنها “أداة مركزية تحتفظ القيادة السياسية من خلالها بالسيطرة” ، ونتيجة لذلك، تركز هذه الأجهزة على المعارضة الإيرانية، وقد “ظل مستوى تهديد المعارضين الإيرانيين في ألمانيا وأوروبا مرتفعا في عام 2020”.
ولفت التقرير إلى أن وزارة الاستخبارات في إيران تستهدف الأشخاص الموجودين في إيران “لزيارات عمل أو عائلية”، وتفرض وزارة الداخلية ضغوطا على المعارضين باستهداف أفراد عائلاتهم في إيران لإجبارهم على التعاون مع الاستخبارات.