تثير العراق لعاب تركيا، لأطماعها الضخمة بها، حيث تحاول الزج بأتباعها في بغداد، للوصول إلى قلبها للتوغل بين المجتمع والقوات والسلطة، لتحقيق الحلم الوهمي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باستعادة السلطة العثمانية.
وفي آخر تلك المساعي لأنقرة، هو شن الجيش التركي عملية عسكرية برية جديدة ضد “حزب العمال الكردستاني” في منطقة متينا شمال العراق، لتتمكن من دخول قواتها الخاصة إلى عمق الأراضي العراقية بمسافة 9 كيلومترات وأقامت نقاطا عسكرية جديدة في محافظة دهوك.
كما أسند للطيران التركي فوق المنطقة ذاتها، مهمة البحث عن مسلحين تابعين لحزب العمال الكردستاني وذلك وفق وسائل إعلام كردية.
وأعلنت وسائل إعلام تركية أن “قوات خاصة تركية، هبطت في المنطقة بواسطة مروحيات هيلوكوبتر، واستهدفت مواقع لعناصر حزب العمال الكردستاني في المنطقة”.
وأضافت أنه تم إنزال وحدات قوات خاصة تابعة للجيش التركي في تلك المنطقة عبر مقاتلات “إف-16″ وطائرات مسيرة ومروحيات عسكرية ومدفعية، لاستهداف مواقع لـ”حزب العمال” في متينا ومناطق محيطة، منها قارا وقنديل وأفاسين وباسيان والزاب، حيث تم تنفيذ عملية إنزال في متينا الليلة الماضية.
وتنفذ القوات التركية عمليات عديدة في شمال العراق ضد “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه أنقرة تنظيم إرهابي، حيث تتواجد القوات التركية في بعض مناطق شمالي العراق بشكل دائم، بموجب اتفاقيات مبرمة مع الجانب العراقي في عام 1995.
ويأتي ذلك ضمن الأطماع التركية الضخمة في العراق منذ عدة أعوام، لإنشاء حزام أمني على غرار الحزام الأمني في شمال سوريا، وضمن مشروع “تركيا الكبرى” التي تضم مساحات واسعة من شمال اليونان وجزر بحر إيجه الشرقية، ونصف بلغاريا وقبرص وأرمينيا في مجملها، ومناطق واسعة من جورجيا والعراق وسوريا.
كما تسعي أنقرة للسيطرة على جبل في إحدى نواحي دهوك بإقليم كردستان العراق، حيث أطلقت في 17 يونيو 2020، عملية “مخلب النمر” في “حفتانين” بشمال العراق، بعد يومين من إطلاق عملية “مخلب النسر” في شمال العراق أيضا، حيث تحاول إحكام قبضتها على محافظة دهوك وقصفت بكثافة مناطق حدودية في إقليم كردستان في هجمات تركزت على جبال قنديل التي تعتبر معقلا للمتمردين الأكراد، ما تسبب في مقتل عدد من المدنيين ونزوح مئات العائلات في القرى الحدودية داخل إقليم الكردي العراقي الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وتتوغل تركيا في قلب العراق عبر هذه العمليات التي تنتهك سيادة أراضيهم وتخالف الأعراف الدولية، وسبق أن هددت بغداد أنقرة باللجوء إلى مجلس الأمن لوقف تلك الانتهاكات، بخلاف ما تدعيه تركيا حيث إنها تسعى جاهدة لبسط نفوذها في عدد من الدول العربية الغنية بالثروات والنفط على غرار ليبيا وسوريا والعراق.
كما تعتزم تركيا إقامة مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق ما يشير إلى حجم الأطماع التركية.