ذات صلة

جمع

كسر شوكة الحوثي.. ما هي خارطة الطريق العسكرية لتحرير شمال اليمن؟

تمثل مسألة تحرير شمال اليمن من قبضة مليشيا الحوثي...

نهاية الخط الأحمر.. هل الاتحاد الأوروبي مستعد لتقبّل أوكرانيا في وضع ما بعد الحرب؟

يمثل انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي تحولًا جيوسياسيًا تاريخيًا،...

البرهان في قفص الاتهام.. كيف استهدف الجيش السوداني “الكنابي” في ولاية الجزيرة؟

مع توالي الشهادات الميدانية ومقاطع الفيديو المتداولة على وسائل...

صرخات من الحدود.. هل تستهدف إسرائيل إحداث تغيير ديموغرافي عبر الاعتقالات بجنوب سوريا؟

تحوّلت التوغلات الإسرائيلية بسوريا من عمليات أمنية عابرة إلى...

كسر شوكة الحوثي.. ما هي خارطة الطريق العسكرية لتحرير شمال اليمن؟

تمثل مسألة تحرير شمال اليمن من قبضة مليشيا الحوثي النقطة المحورية والأكثر تعقيدًا في الصراع اليمني المستمر، فبعد سنوات من الجمود العسكري والتحولات السياسية، عادت الأصوات المطالبة بعمل عسكري حاسم، كان أبرزها تصريح للواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، الذي أكد الجاهزية للمشاركة بتحرير الشمال، مشددًا على أن كسر شوكة الحوثي بات أمرًا لا مفر منه.

الإعلان عن الجاهزية

وقالت مصادر: إن تصريحات الزبيدي تأتي لتؤكد تحولاً محتملاً في الاستراتيجية العسكرية للتحالف المناهض للحوثي، فبعد فترة طويلة من التركيز على تثبيت مناطق النفوذ في الجنوب والمناطق الساحلية “غرب اليمن”، يبدو أن الضغوط الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، قد أعادت أولوية تحرير الشمال إلى الأجندة العسكرية.

دوافع العودة للعمل العسكري في الشمال

وأكدت المصادر، أن تصاعد هجمات مليشيا الحوثي على الملاحة الدولية في البحر الأحمر يفرض ضرورة التعامل مع مصدر التهديد بشكل جذري، وهو ما يتطلب تفكيك سيطرتها على صنعاء والمناطق الشمالية، مؤكدين أن الجمود في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة يثبت أن الحوثيين لن يتنازلوا عن نفوذهم إلا من خلال ضغط عسكري حقيقي ومؤثر.

وأوضحت المصادر، أن قادة الجنوب ترى أن استقرار مناطقهم لن يتحقق بشكل دائم ما لم يتم كسر شوكة الحوثي في معاقلها الرئيسية، و قد تكون التطورات الأخيرة قد وفرت غطاءً دوليًا غير مباشر لشن عملية عسكرية واسعة تهدف إلى إنهاء التهديد الإقليمي الذي يمثله الحوثي.

خارطة الطريق العسكرية لتحرير صنعاء

وأشارت المصادر، أنه يتطلب تحرير شمال اليمن، الذي يضم مراكز الثقل السكاني والعسكري لمليشيا الحوثي عملية متعددة المحاور تتجاوز مجرد الدخول إلى المدن ومنها استكمال الجاهزية والحشد اللوجستي، حيث تتطلب هذه المرحلة الحشد الشامل للقوات وتوحيد غرف العمليات، وهو ما أشار إليه الزبيدي بالجاهزية للمشاركة بتحرير الشمال، ودمج القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، مع قوات الشرعية اليمنية وقوات العمالقة تحت قيادة عسكرية موحدة وفعالة، وتجاوز الخلافات الداخلية وتعزيز السيطرة على المناطق المحررة في الجنوب والغرب، وتأمين الموانئ والممرات الحيوية لضمان تدفق الإمدادات دون انقطاع وتدريب وحدات متخصصة في حرب المدن وحرب الجبال.

حيث إن الجغرافيا الوعرة في الشمال تتطلب تكتيكات مختلفة عن حرب الصحراء أو السواحل وتهيئة الأجواء الداخلية في الشمال لدعم العمليات، وتوفير غطاء إعلامي وسياسي قوي للعملية العسكرية.

المحاور العسكرية الرئيسية

وتوقعت المصادر، أن تعتمد خارطة الطريق العسكرية على أربعة محاور هجومية رئيسية لكسر شوكة الحوثي، تهدف إلى عزل صنعاء وتقطيع أوصال الإمداد منها: المحور الغربي “الحديدة – حجة” والمحور الشمالي الغربي “الجوف – صعدة”.

التحديات الاستراتيجية والفرص لكسر شوكة الحوثي

واختتمت المصادر، أن نجاح خارطة الطريق العسكرية لتحرير شمال اليمن لا يعتمد فقط على حجم القوة، بل على القدرة على تجاوز تحديات معقدة، حيث يبقى التحدي الأكبر هو توحيد الرؤى والقيادة بين الشرعية والمجلس الانتقالي وقوات المقاومة المختلفة، أي تضارب في الأهداف قد يؤدي إلى تكرار فشل المعارك السابقة والمناطق الجبلية والوعرة في شمال اليمن “صعدة، عمران”، حيث تمنح مليشيا الحوثي ميزة دفاعية كبيرة، وتجعل التقدم البري مكلفًا جدًا، و الدخول إلى صنعاء ومراكز الثقل السكاني يرفع من خطر وقوع خسائر مدنية هائلة، مما قد يثير ردود فعل دولية معاكسة.

وقالت المصادر: إن تأكيد الزبيدي على الجاهزية للمشاركة بتحرير الشمال يعكس إدراكًا بأن الحل السياسي لن يتحقق دون كسر شوكة الحوثي عسكريًا، لكن خارطة الطريق العسكرية تتطلب تنسيقًا غير مسبوق، وإعدادًا شاملاً لحرب ستكون الأطول والأكثر دموية في الصراع اليمني، والنجاح يعتمد على تجاوز الانقسامات، والاستثمار في حرب استنزاف للميليشيا عبر محاور متعددة، والقدرة على التعامل مع تداعيات حرب المدن.

إن قرار تحرير شمال اليمن هو قرار مصيري، تكلفته باهظة، لكنه قد يكون المفتاح الوحيد لإنهاء التهديد الذي يواجه اليمن والمنطقة بأسرها.