ذات صلة

جمع

التواجد الروسي في السودان.. قاعدة بحرية جديدة تهدد أمن الغرب وتعيد تشكيل التوازنات الإقليمية

في خطوة تعكس توسعًا استراتيجيًا لنفوذها العسكري، أعلنت روسيا...

سجون الحوثي.. مقابر سرية وانتهاكات متصاعدة تثير الغضب الدولي

في ظل تصاعد الانتهاكات المزعومة في اليمن، تتعالى الأصوات...

“إخوان تونس”.. فشل داخلي واستقواء بالخارج في محاولة يائسة للعودة

في ظل فشلها السياسي وسقوطها المدوي في المشهد التونسي،...

حكومة ألمانيا الجديدة.. مصير الإخوان في عهد “فريدريش ميرتس”

مع فوز الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة فريدريش ميرتس في...

حزب الله يواجه عاصفة مالية عاتية.. هل ينفد الوقود؟

رغم محاولاته المتكررة للظهور بثبات وقوة على مدار الأشهر...

التواجد الروسي في السودان.. قاعدة بحرية جديدة تهدد أمن الغرب وتعيد تشكيل التوازنات الإقليمية

في خطوة تعكس توسعًا استراتيجيًا لنفوذها العسكري، أعلنت روسيا عن إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان بالسودان؛ مما أثار مخاوف غربية واسعة من تداعيات هذا التواجد على المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة.

كما أن هذه الخطوة تعزز الوجود الروسي في منطقة حيوية استراتيجيًا، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي والاستقرار الإقليمي.

روسيا توسع نفوذها العسكري في إفريقيا

وتشكل القاعدة البحرية الروسية في بورتسودان تعزيزًا كبيرًا لنفوذ موسكو في إفريقيا، حيث تسعى روسيا لملء الفراغ الناجم عن تراجع الوجود الغربي في القارة.

فيما أن بورتسودان، التي تعد بوابة رئيسية للتجارة البحرية، تمنح روسيا إمكانية التأثير على طرق التجارة العالمية، خاصة مع قربها من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم.

التأثير على التجارة العالمية

ويمر عبر مضيق باب المندب ما يقرب من 10% من التجارة العالمية، بما في ذلك شحنات النفط والغاز، لذا فالتواجد الروسي في بورتسودان يمنح موسكو القدرة على مراقبة هذه الممرات الحيوية، مما يشكل تهديدًا لحرية الملاحة والتجارة العالمية.

كما أن هذا التوسع الروسي يأتي في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وبريطانيا لتقليص النفوذ الروسي والصيني في إفريقيا، فضلاً عن أن القاعدة الروسية تعزز من قدرة موسكو على إقامة شراكات مع الأنظمة غير المستقرة في القارة، مما يقوض الجهود الغربية لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.

فيما يعتبر البحر الأحمر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، وأي تهديد لحرية الملاحة فيه يشكل خطرًا على الأمن الاقتصادي للغرب. التواجد الروسي في بورتسودان يزيد من احتمالية تعرض هذه الممرات للاضطرابات.

تهديد مباشر للأمن القومي الأمريكي

لذا يمثل إنشاء القاعدة البحرية الروسية في بورتسودان تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي، حيث يسمح هذا التواجد لموسكو بتوسيع نفوذها العسكري في البحر الأحمر، وهو منطقة حيوية للعمليات البحرية الأمريكية وحلفائها.

وتزيد القاعدة الروسية من تعقيد عمليات البحرية الأمريكية في المنطقة، حيث يمكن لروسيا استخدام القاعدة للتجسس على الأنشطة العسكرية الغربية، مما يعرض القوات الأمريكية والبريطانية لخطر أكبر.

زعزعة الاستقرار الإقليمي

ويعكس الاتفاق بين روسيا وحكومة السودان تحولًا استراتيجيًا في تحالفات المنطقة، حيث تعمل موسكو على تعزيز علاقاتها مع الأنظمة الإفريقية غير المستقرة، مما يقوض الجهود الغربية لتعزيز الاستقرار في القارة.

لذا قد يؤدي التعاون العسكري المتزايد بين روسيا والسودان إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، حيث يمكن لروسيا استخدام القاعدة لتزويد الجماعات المسلحة بالأسلحة والمعدات، مما يزيد من حدة الصراعات الإقليمية.

ما يعني أن النفوذ الروسي المتزايد في إفريقيا يشكل تهديدًا للمصالح الاقتصادية الغربية، خاصة في قطاعات الطاقة والتعدين. الغرب بحاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التهديد المتصاعد.

ويمكن أن تؤثر السيطرة الروسية على بورتسودان سلبًا على تدفقات النفط والغاز عبر البحر الأحمر، مما يزيد من تعرض أسواق الطاقة العالمية للاضطرابات.

ضرورة التحرك الغربي

وفي الوقت نفسه، أي تهديد لحرية الملاحة في البحر الأحمر قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، مما يفاقم الأزمات الاقتصادية في الغرب.

لذا يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها العمل معًا لضمان حماية الممرات البحرية الحيوية، ومنع روسيا من استخدام القاعدة لتعزيز نفوذها على حساب المصالح الغربية.

ويتبين أن إنشاء القاعدة البحرية الروسية في بورتسودان يمثل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا للمصالح الغربية، حيث يعزز من نفوذ موسكو في منطقة حيوية تشهد تنافسًا دوليًا متزايدًا.

وعلى الولايات المتحدة وحلفائها اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمواجهة هذا التهديد، من خلال تعزيز التعاون مع الحلفاء الإقليميين، وزيادة الوجود العسكري في المنطقة، ودعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في إفريقيا.