رغم الانقسامات داخل إيران حول الرد على إسرائيل بعد الضربات الأخيرة المباشرة التي شهدتها طهران، وكذلك السخرية التي قام بها عدد من مسؤولي إيران من الهجمات الإسرائيلية الضعيفة، بينما يدعو المتشددين إلى الانتقام.
حيث أصر المتشددون في البرلمان على أن الضربات انتهكت الخطوط الحمراء الإيرانية وتتطلب ردًا سريعًا، ويفضل أن يكون ذلك في وقت حيث تتورط إسرائيل بالفعل في لبنان وغزة.
المناقشة الداخلية الإيرانية حول كيفية الرد على الهجوم الإسرائيلي الذى طال انتظاره تدور حول ما إذا كان ينبغي التعامل مع خرق إسرائيل للسيادة الوطنية الإيرانية باعتباره خطيرًا للغاية بحيث لا يمكن تجاهله، أو بدلاً من ذلك الاستماع إلى النصيحة القادمة من المنطقة ومن الولايات المتحدة بالاعتراف بالطبيعة المحدودة نسبيًا للهجوم والتراجع عن حافة الهاوية من خلال عدم شن أعمال انتقامية.
هناك تفاعل ديناميكي ومتتابع بين إسرائيل وإيران، حيث يبدأ بمبادرة هجومية من الأولى تركز على استهداف مستمر ودقيق للبنية التحتية وضرب حلفاء طهران الإقليميين. يؤدي هذا الفعل إلى سلسلة من الردود والردود المضادة؛ مما يخلق بيئة إستراتيجية تتميز بتبادل الأفعال وردود الأفعال.
وتهدف إسرائيل بهذه المبادرات الهجومية إلى تعظيم نفوذها الإقليمي وإضعاف نفوذ إيران بشكل تدريجي دون التورط في حرب شاملة قد تستنزف مواردها وتثير انتقادات دولية، خاصة وأن تحالفها مع الولايات المتحدة لا يشجع على التصعيد الإقليمي.
استمرارًا لدورة الانتقام المتبادل بين إيران وإسرائيل، كشف مسئولون أمريكيون لوسائل إعلام أمريكية، عن أن إيران من الممكن أن ترد على الهجوم الإسرائيلي الأخير على أراضيها بطريقة محدودة.
وتوقع المسئولون، أن الرد الإيراني على إسرائيل سوف يسمح لتل أبيب بوقف الهجمات المتبادلة بين الجانبين والتي بدأت بقصف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق وما تبعها من هجمات بين الدولتين.
وقال مسئول رفيع في الإدارة الأمريكية: إن الغارات الإسرائيلية على طهران يجب أن تنهي التبادل المباشر لإطلاق النار بين الجانبين.
بدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن 4 مسؤولين إيرانيين، أن المرشد علي خامنئي أمر بوضع خطط متعددة للردّ على أي هجوم إسرائيلي. وقالوا: إن نطاق أي رد سيعتمد إلى حد كبير على شدة الهجمات الإسرائيلية.
وفي السياق، أعلنت الولايات المتحدة إرسال مقاتلات إف 16 من ألمانيا إلى قاعدة في الشرق الأوسط، تحسبًا لردّ إيراني محتمل على الهجوم الإسرائيلي.