مع استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية باستمرار السفن التجارية في البحر الأحمر خلال الأشهر الأخيرة التي تعد بمثابة شريانًا حيويًا للملاحة الدولية، تصاعدت المخاوف العالمية من تداعيات ذلك على الملاحة البحرية.
يُمثل حجم البضائع المنقولة عبر البحر الأحمر قرابة 13% من حجم التجارة العالمية، وتسببت هجمات الحوثيين، بحسب “بلومبرغ”، في انخفاض عدد السفن المارة عبر البحر الأحمر بحوالي 70% منذ ديسمبر الماضي 2023، وتراجع حركة نقل الحاويات بنحو 90%، وتوقف ناقلات الغاز عن العبور.
وأكدت مصادر استخباراتية أمريكية، نقلت عنها “بلومبرغ”، أن هجمات الحوثيين المتتالية على السفن التجارية بالبحر الأحمر، تسببت في انخفاض شحن الحاويات عبر مواني المنطقة، بنسبة قاربت الـ90% خلال الفترة ما بين شهري ديسمبر، وفبراير الماضيين.
وازدادت هجمات الحوثي المتوالية على السفن التجارية في مضيق باب المندب من أوجاع إسرائيل، حيث أدت إلى تغيير مسار السفن التجارية بالتوجه إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما شل حركة السفن باتجاه ميناء إيلات.
ولفتت “بلومبرغ”، إلى أن تأثير الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أضر بما لا يقل عن 65 دولة، وأجبر قرابة 29 شركة كبرى للطاقة والشحن على تغيير مساراتها، فيما أضافت طرق الشحن البديلة حول إفريقيا حوالي 11 ألف ميل بحري (20.4 ألف كم) لكل رحلة، مما ساهم في ارتفاع تكلفة الشحن بشكل كبير.
كما أفادت ورقة بحثية، أعدها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في نوفمبر 2023، بأن جماعة الحوثي تمتلك صواريخ باليستية متوسطة، وبعيدة المدى، وصواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن، وطائرات مسيرة هجومية وانتحارية، وأساطيل من المسيرات، كما تتمتع أيضًا بقدرات، ومهارات تشغيلية في استخدام الأنظمة غير المأهولة، لتنفيذ هجمات قاتلة.
وأضافت الدراسة أن صواريخ الحوثيين الباليستية هي في الأصل “صواريخ إيرانية” يبلغ مداها ما بين 1600-2000 كم، مشيرةً إلى أنها تشمل صاروخ “شهاب-3” الإيراني المتقدم والذي يصل مداه إلى ألف كم، كذلك نسخ أخرى من “شهاب” مثل صاروخ “بركان-3” بمدى يصل لـ1200 كم.
كما تضم ترسانة الأسلحة الحوثية، صواريخ كروز من طراز “سومار”، بمختلف نسخها التي يبلغ مداها ألفي كم، وهي قادرة على حمل رأس حربي يزن 500 كيلو جرام، إضافة إلى صاروخ كروز آخر بمدى أقصر وهو “قدس-2” والذي لا يزال تحت التطوير.
ومن بين الطائرات المسيرة الهجومية التي أعلن الحوثيون عن امتلاكها، مسيرة “قاصف-1” التي يبلغ طولها 250 سنتيمترًا، وطول جناحها نحو 300 سنتيمتر، وتستطيع التحليق لمدة زمنية تصل إلى 120 دقيقة بمدى 150 كيلو مترًا، وهي مزودة بنظام ذكي لرصد الهدف، كما بإمكانها حمل رأس حربي بوزن 30 كيلو جرامًا، بحسب وسائل إعلام حوثية.
كما يمتلك الحوثيون مسيرة أخرى من طراز “صماد-1” قادرته على حمل 18 كيلو جرامًا من المتفجرات، فيما يبلغ مداها نحو 500 كيلو متر، أما النوع الثالث فهي طائرة هجومية انتحارية أحادية الاتجاه من طراز “قاصف-k2″، سبق أن استخدمها الحوثيون في 10 يناير عام 2019، لقصف منصة احتفال للقوات الحكومية في قاعدة العند الجوية جنوب اليمن.
ومن بين الطائرات الهجومية كذلك، مسيرة “صماد-2” والتي تنسب تسميتها لرئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين السابق صالح الصماد، ويصل مداها نحو ألف كيلو متر، وكذلك المسيرة الانتحارية “صماد-3” ومداها ما بين 1500-1700 كم، وهي نسخة مطورة من “صماد-1، و2″ إذ تمتاز بتكنولوجيا مُتطورة لا تستطيع المنظومات الدفاعية اكتشافها واعتراضها، و”صماد-4” بمدى يتراوح بين 2000-2500 كم، ورأس حربي يزن 45 كيلو جرامًا من المتفجرات.
وبحسب تقارير غربية، زودت طهران، موسكو، بعدد كبير من المسيرات ذات الاتجاه الواحد أو ما تعرف بـ”الطائرات الانتحارية” والتي يستخدمها الحوثيون منذ عام 2016، فيما تطورت مهامها خلال المعارك من الاستطلاع والرصد إلى الدخول على الجبهات الأمامية.
ووفقًا لما أعلنته دائرة التصنيع العسكري التابعة للحوثيين، يمكن تقسيم الطائرات المُسيرة، بحسب مهامها، إلى نوعين: “طائرات للرصد والاستطلاع”، و”طائرات هجومية انتحارية”.
وبحسب وسائل إعلام تابعة للحوثيين، تشمل طائرات الاستطلاع والرصد الحوثية 3 أنواع وهي: “الهدهد”، و”رقيب”، و”راصد”، إذ تتميز جميعها بأنها طائرات “صغيرة الحجم”، و”لا تحتاج إلى مدارج أو محطات تحكم”، كما أنها “تطير بمستويات منخفضة”.