معاناة لا يمكن وصفها يعيشها أهالي قطاع غزة المحاصر من الضربات الإسرائيلية التي لا تقتصر على موجات النزوح والموت والدمار فحسب، بل أيضًا بات يوجد خطر مجاعة يهدد مناطقه كلها منذ بدء الحرب قبل 9 أشهر.
وهو ما أكده تقرير لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن خطر المجاعة ما يزال قائمًا بشدة في أنحاء قطاع غزة ما دام القتال بين إسرائيل وحركة حماس مستمرًا، واستمرت القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال التقرير الدولي الصادر، اليوم الثلاثاء: إن أكثر من 495 ألف شخص، أو أكثر من خُمس سكان غزة، يواجهون مستويات كارثية هي الأخطر من انعدام الأمن الغذائي.
وأوضحت المبادرة، أن زيادة عمليات توصيل الطعام والخدمات الغذائية إلى شمال قطاع غزة خلال شهري مارس وأبريل بدت أنها خففت حدة الجوع في المنطقة التي توقعت المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة حدوث مجاعة فيها، لكنها قالت إنه رغم التحسن الملحوظ في أبريل، فمن الممكن أن يتبدد سريعًا.
وأشارت إلى تضاءل باستمرار مساحة العمل المتاحة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني، والقدرة على تقديم المساعدات بأمان للسكان مع تردي الأوضاع الحالية وعدم استقرارها إلى حد كبير.
وكان تقريرًا صادرًا عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي، كان توقع أوائل يونيو الجاري، أن يواجه أكثر من مليون شخص في غزة الموت والجوع بحلول منتصف يوليو القادم إذا لم تتوقف الحرب.
وتطرق التقرير الخاص ببؤر الجوع الساخنة في العالم حينها، إلى أنه ما لم تنته الأعمال العدائية، وتُمنح الوكالات الإنسانية حق الوصول الكامل للمناطق المتضررة، وتُستعاد الخدمات الأساسية، فمن المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص – نصف سكان غزة – الموت والجوع المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للأمن الغذائي بحلول منتصف يوليو.
وحذر التقرير أيضًا من التداعيات الإقليمية الأوسع للأزمة والتي قال إنها تهدد بتفاقم احتياجات الأمن الغذائي المرتفعة بالفعل في لبنان وسوريا.
وأدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كانت إلى زيادة الضغط بالفعل على المنظومات الصحية الهشة بالفعل في الدول المجاورة، فيما تدخل مساعدات بكميات قليلة إلى القطاع المحاصر بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) وبدعم عدد من المنظمات والشركات والمؤسسات، ومنها بايوس والإغاثة الإسلامية عبر العالم والجمعية الكويتية للإغاثة وجمعية الإمداد وتآلف الخير وجمعية الإغاثة الطبية العربية وغيرها.