بعد تلاشي الأمل للعودة للسلام بالسودان والأحداث الأخيرة المتقلبة واستمرار الاشتباكات، لذا بعد انتهاء الهدنة تبادل الجيش وقوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، الاتهامات بشأن المسؤولية عن تجدد المعارك في السودان، عقب انتهاء هدنة إنسانية استمرت لمدة 24 ساعة فقط، صباح الأحد.
واندلعت اشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية في أنحاء الخرطوم، أمس، وأفاد سكان بوقوع ضربات جوية، بعد وقت قصير من انتهاء سريان وقف لإطلاق النار أدى إلى هدوء قصير في القتال المستمر منذ 8 أسابيع.
وقال شهود: إن القتال الذي اندلع بين الجانبين كان من أعنف المعارك، وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وقال الجيش في بيان، الاثنين، إن “الميليشيا المتمردة (في إشارة إلى قوات الدعم السريع) درجت على استهداف المناطق السكنية بالأزهري والسلمة بالقصف المدفعي والصاروخي”؛ ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 أطفال، مضيفا: “تدين القوات المسلحة بأشد العبارات هذا السلوك الإجرامي المعتاد من ميليشيا التمرد، وتنوه على مواطنينا توخي الحيطة والحذر”.
بينما ردت قوات الدعم السريع ببيان آخر، جاء فيه “تأكيد الالتزام التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والاستعداد الكامل للانخراط في المباحثات بما يحقق الاستقرار لشعبنا”.
وتابع البيان: “إننا نشاطر الوساطة (السعودية الأميركية) خيبة الأمل نفسها حول تجدد القتال، ونشير إلى أن الميليشيا الانقلابية (حسب وصفها لقوات الجيش) استغلت وقف إطلاق النار لتحقيق امتيازات على الأرض، وذلك بتجميع قوات من مناطق مختلفة ومهاجمة قواتنا في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة؛ ما جعلنا أمام خيار واحد وهو الدفاع عن أنفسنا وصد الانقلابيين في جميع المحاور”.
والأحد قالت السعودية والولايات المتحدة اللتان توسطتا في محادثات وقف إطلاق النار في جدة: إن الهدنة سمحت بتوصيل بعض المساعدات الإنسانية الحيوية وساهمت في إجراءات بناء الثقة.
وجاء في بيان للبلدين: “لكن وقعت انتهاكات، وفي أعقاب انتهاء سريان وقف إطلاق النار قصير الأمد، يشعر الوسطاء بخيبة أمل شديدة بسبب الاستئناف الفوري للعنف المكثف الذي نندد به بشدة”.
واندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 أبريل بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني، وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 1.9 مليون؛ ما سبَّب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة، ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني النهب والاشتباكات.
فيما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور غربي البلاد، الذي يعاني بالفعل صراعا بلغ ذروته قبل نحو 20 عاما، وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع.
ومن بين القتلى عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والأطباء، بحسب هيئة محامي دارفور التي تراقب الصراع في المنطقة، وشهدت المدينة انقطاعا واسعا في الاتصالات لعدة أسابيع، ومن المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم، وتقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور.