بدأت مؤشرات تراجع الدوحة عن موقفها الظاهري ضد اتفاقية القرن في الظهور، وبدا الأمر واضحاً حين ألغت قطر زيارتها التي سبق أن أعلن عنها الجانب التركي والإيراني، وأنها ستكون ضمن الاجتماع الثلاثي الذي سيجمع بينهما، والذي لم يحدد أسبابه، ولكنه أتى بالتزامن مع إعلان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على شركة تركية لكسرها قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، بالإضافة إلى إعلان أميركا أمس أيضاً، فرض عقوبات جديدة على وزارة الدفاع الإيرانية وآخرين كان لهم دور في برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، فضلاً عن تفعيل الإدارة الأميركية العقوبات السابقة للاتفاق النووي على طهران.
وأفادت مصادر مطلعة، في تصريحات لـ”ملفات عربية”، بأن أميركا خاطبت الدوحة لمنع سفرها إلى أنقرة والمشاركة بالاجتماع الذي سيجمع كلاً من تركيا وإيران، لافتاً أن الاتفاق كان على سرية الاتفاق فيما قامت الخارجية الإيرانية بالإعلان عنه بالقوة عن الاجتماع الثلاثي.
بينما أفادت السفارة الإيرانية في أنقرة، بأنه تم إلغاء زيارة كانت مقررة الثلاثاء، لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تركيا لعقد لقاء ثلاثي مع نظيريه التركي والقطري، ومن جانبها نفت الدوحة علمها بالأمر.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن السفارة القطرية قولها “لم تصلنا أي معلومات رسمية حول زيارة وزير خارجيتنا إلى تركيا، أو عقد اجتماع ثلاثي مع نظيريه التركي والإيراني”.
أتى ذلك، بعد أن أفاد المكتب الإعلامي في السفارة الإيرانية بأنقرة، للوكالة الروسية، بأن زيارة ظريف إلى تركيا أُلغيت، قائلاً “تم إلغاء زيارة وزير الخارجية الإيراني التي كانت مقررة اليوم إلى إسطنبول لعقد لقاء ثلاثي مع نظيريه التركي والقطري ولم يحدد موعد جديد لها”.