ذات صلة

جمع

ليبيا تشتعل.. مظاهرات في طرابلس والإخوان يُهاجمون “الردع” ويدعمون الدبيبة

تشهد ليبيا حالة من الاحتقان الشعبي والتوتر الأمني المتصاعد،...

قمة بغداد 34.. ملفات نارية على طاولة الزعماء العرب وسط تحديات إقليمية متصاعدة

تتجه أنظار العالم العربي إلى العاصمة العراقية بغداد، التي...

إيران تُنفّذ اغتيالات بالخارج عبر عصابات إجرامية.. هذه أبرز الأسماء!

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في عمليات النظام الإيراني...

روسيا وأوكرانيا على طاولة التفاوض مجددًا.. هل تنجح الجهود في وقف الحرب؟

وسط اهتمام عالمي وترقب حذر، تنعقد اليوم الخميس في...

ليبيا تشتعل.. مظاهرات في طرابلس والإخوان يُهاجمون “الردع” ويدعمون الدبيبة

تشهد ليبيا حالة من الاحتقان الشعبي والتوتر الأمني المتصاعد، على وقع دعوات إلى التظاهر في العاصمة طرابلس، احتجاجًا على الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية، في وقت أطلقت فيه جماعة الإخوان المسلمين هجومًا لافتًا ضد هذه التحركات، معتبرةً إياها “مريبة ومشبوهة”، ومعلنةً دعمها الصريح لحكومة عبد الحميد الدبيبة.

الإخوان يُدعمون الدبيبة ويهاجمون قوة “الردع”

وفي موقف يكشف عن محاولات جديدة للإخوان للتموضع داخل المشهد الليبي، خرج القيادي الإخواني سالم الشيخي، الهارب من بنغازي والمقيم في قطر، بتصريحات مثيرة للجدل، أعلن فيها دعم جماعته لعبدالحميد الدبيبة ضد ما سماه “الردع”، في إشارة إلى قوة الردع الخاصة، إحدى أبرز المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، والتي لها دور كبير في ضبط الأمن ومواجهة التنظيمات المتطرفة.

ووصف الشيخي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتخذ من قطر مقرًا له، المظاهرات المزمع تنظيمها اليوم في طرابلس بأنها “مشبوهة” وتابعة للفرقة المدخلية، في اتهام مباشر للتيار السلفي المدخلي الذي يحظى بنفوذ واسع في بعض المؤسسات الأمنية الليبية.

تحذير من “تحشيد مسلح” ورفض شرعي للمشاركة

وقال الشيخي في تصريحات نشرها عبر وسائل التواصل: “دعاة هذه المظاهرات هم الفرقة المدخلية، وقد سبقوها بتحشيد مسلح خلال الأيام الماضية، مما يثير الشكوك حول أهدافها الحقيقية”.

وأضاف: “المظاهرات يجب أن تُقيد بضوابط شرعية، ومما أراه فإن هذه المظاهرات لا تلتزم بذلك، وأدعو إلى عدم المشاركة فيها اليوم”.

وتُعد هذه التصريحات أول موقف علني من قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين تجاه مظاهرات طرابلس، في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي تجاه حكومة الدبيبة المتهمة بالفشل في إدارة الملفات الاقتصادية والخدمية، وسط تصاعد الدعوات لإسقاطها.

تحركات الإخوان في ليبيا

وتأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة استعادة نفوذها المفقود في الغرب الليبي، عبر التحالف مع الحكومة المؤقتة، واستغلال الانقسام السياسي والمؤسساتي.

ويرى مراقبون أن دعم الإخوان للدبيبة اليوم يمثل محاولة للالتفاف على مطالب الشارع، وتوجيه الأحداث لصالح مشروعهم السياسي. كما أن مهاجمة قوة الردع واتهام التيار السلفي بـ”التحشيد المسلح”، يهدف إلى إضعاف خصومهم داخل المعادلة الأمنية في طرابلس.

ليبيا بين المظاهرات والصراع على السلطة

وتشهد ليبيا منذ أيام توترًا متصاعدًا، وسط دعوات للخروج في مظاهرات شعبية ضد الفساد وغياب العدالة وتردي مستوى المعيشة، وتُواجه حكومة الدبيبة اتهامات متزايدة بعرقلة الانتخابات، وتهميش الجهات الرقابية، والتحالف مع قوى مسلحة مشبوهة.

ومن جهة أخرى، تحذر تقارير أمنية من إمكانية انفجار الوضع الأمني في طرابلس، في ظل ما يُوصف بـ”التحشيد المتبادل” بين مجموعات مسلحة موالية للدبيبة وأخرى معارضة له، بينها بعض الأجنحة التابعة للتيار المدخلي.

هل يسعى الإخوان لخلق صدام جديد في طرابلس؟

وبحسب باحثين في الشأن الليبي، فإن تصريحات سالم الشيخي تعكس توجهًا داخل الإخوان لإعادة تفعيل نشاطهم السياسي والدعوي، عبر مهاجمة خصومهم العقائديين، ومحاولة الظهور كـ”ضامن للاستقرار”، وهو تكتيك لطالما استخدمته الجماعة في ليبيا ومناطق أخرى.

لكن هذا الموقف قد يؤدي إلى تعميق الاستقطاب داخل طرابلس، خاصة أن قوة الردع والجهات الأمنية الأخرى لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هجوم مماثل، ما قد يُنذر بمواجهة جديدة، أو حتى بعودة مشاهد الفوضى المسلحة إلى العاصمة.

spot_img