في خضم التوترات المتصاعدة في سوريا، تُبرز الأحداث الأخيرة محاولات إسرائيلية لاستغلال ورقة الطائفة الدرزية؛ مما يثير تساؤلات حول أهداف تل أبيب في المنطقة بعد سقوط النظام السوري.
تدخل إسرائيلي بذريعة حماية الدروز
اليوم، أعلنت إسرائيل عن تنفيذ ضربة “تحذيرية” استهدفت مجموعة متطرفة كانت تستعد لمهاجمة الدروز في منطقة صحنايا جنوب دمشق، وجاء ذلك بعد اشتباكات طائفية في جرمانا، أسفرت عن مقتل أكثر من 12 شخصًا، وامتدت إلى صحنايا، حيث قُتل 11 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة السورية.
فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن الضربة جاءت لحماية الدروز، مؤكدين أن إسرائيل تتوقع من النظام السوري اتخاذ خطوات لحمايتهم.
استراتيجية إسرائيل: استغلال الأقليات لتفكيك سوريا
وتسعى إسرائيل إلى استغلال الوضع الهش في سوريا لتعزيز نفوذها، مستخدمة ورقة الأقليات، وخاصة الدروز، كأداة لتحقيق أهدافها، بحسب تقرير سابق تعمل إسرائيل على استمالة دروز سوريا من خلال تقديم نفسها كحامٍ للأقليات، مستفيدة من الفوضى الأمنية والتحريض الطائفي.
كما أشار تقرير لموقع سوري أن إسرائيل تطمح عبر سياسة العصا والجزرة إلى سلب الدروز هويتهم العربية، مستغلة الفوضى الأمنية لتعزيز خوفهم من إخوانهم العرب السوريين.
زيارات درزية مثيرة للجدل: بين الدين والسياسة
وفي مارس 2025، قام نحو 100 من وجهاء الطائفة الدرزية بزيارة إلى الجولان المحتل، حيث التقوا بالشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لدروز إسرائيل.
وهذه الزيارة، التي وصفت بالتاريخية، أثارت جدلاً واسعًا حول أهدافها، بين من يراها خطوة دينية ومن يعتبرها تحمل أبعادًا سياسية تهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي داخل المجتمع الدرزي السوري.
إسرائيل تسعى لتفكيك سوريا عبر الأقليات
ويرى مراقبون، أن إسرائيل تستغل الأقليات في سوريا، وخاصة الدروز، كأداة لتفكيك البلاد وتعزيز نفوذها، حيث إن إسرائيل تعمل على استمالة دروز سوريا من خلال تقديم نفسها كحامٍ للأقليات، مستفيدة من الفوضى الأمنية والتحريض الطائفي.
وفي ظل هذه التطورات، يواجه دروز سوريا تحديات كبيرة تتعلق بالحفاظ على هويتهم ومكانتهم في المجتمع السوري، بينما تسعى إسرائيل إلى استمالتهم، يظل مستقبلهم مرتبطًا بقدرتهم على التوازن بين الحفاظ على هويتهم ورفض التدخلات الخارجية التي تهدف إلى استغلالهم لتحقيق مصالح سياسية.
وتُظهر الأحداث الأخيرة أن إسرائيل تسعى لاستغلال ورقة الدروز لتحقيق أهدافها في سوريا؛ مما يثير تساؤلات حول مستقبل الطائفة الدرزية في ظل هذه التحديات، بينما تدعي إسرائيل حماية الدروز، يرى مراقبون، أن هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز نفوذها وتفكيك سوريا عبر استغلال الأقليات.