نذر حرب موسعة تظهر بالأفق، يدق طبولها إشارة خضراء من عسكر النيجر، لقيادتي مالي وبوركينا فاسو العسكريتين بالتدخل لصد أي هجوم يطالها.حرب واسعة قد تشهدها النيجر، خلال الساعات المقبلة، في ظل رغبة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” في إعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم، بعد عزله من منصبه في انقلاب عسكري أواخر يوليو الماضي.وسمح المجلس العسكري في النيجر لقوات مالي وبوركينا فاسو بدخول أراضيه في حالة التدخل العسكري لمجموعة إيكواس، وقالت الدولتان في بيان مشترك: إن النيجر سمحت للقوات المسلحة لمالي وبوركينا فاسو بالتدخل على أراضيها في حالة وقوع هجوم، في علامة محتملة على خطط المجلس العسكري في النيجر لمواصلة مقاومة الضغوط الإقليمية للانسحاب.وتحاول الكتلة الرئيسية لغرب إفريقيا “إيكواس” التفاوض مع قادة المجلس العسكري في النيجر، لكنها حذرت من أنها مستعدة لإرسال قوات إلى النيجر لاستعادة النظام الدستوري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.ويهدد أي تصعيد بالمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة التي مزقتها التمرد، حيث قال جارتا النيجر، مالي وبوركينا فاسو، بقيادة المجلس العسكري، إنهما سيدعمان النيجر في أي صراع مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.وقال وزراء خارجية الدول الحليفة الثلاث: إنهم اجتمعوا في العاصمة النيجرية نيامي لبحث تعزيز التعاون في مجال الأمن والقضايا المشتركة الأخرى، حيث رحب الوزراء في بيان، بتوقيع زعيم المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تشياني على أمرين “يسمحان لقوات الدفاع والأمن في بوركينا فاسو ومالي بالتدخل في أراضي النيجر في حالة وقوع هجوم”.وأضاف البيان أن “الوزيرين البوركيني والمالي… أكدا رفضهما للتدخل المسلح ضد شعب النيجر والذي سيعتبر بمثابة إعلان حرب”.فيما اجتمع قادة عسكريون من غرب إفريقيا في غانا الساعات الماضية لتنسيق تدخل مسلح محتمل لإحباط انقلاب في النيجر، فيما دعت ألمانيا إلى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على زعماء المتمردين.ووافقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، التي شعرت بالقلق إزاء سلسلة من الانقلابات العسكرية في المنطقة، على تفعيل “قوة احتياطية لاستعادة النظام الدستوري” في النيجر.وتطالب إيكواس قادة الانقلاب في النيجر بالإفراج عن الرئيس محمد بازوم بعد الإطاحة به في 26 يوليو، محذرة من أن الكتلة قد ترسل قوات كملاذ أخير إذا فشلت المفاوضات.وقال رئيس أركان الدفاع النيجيري الجنرال كريستوفر غوابين موسى خلال الاجتماع الذي عُقد في أكرا: “الديمقراطية هي ما ندافع عنه وهي ما نشجعه. إن تركيز اجتماعنا ليس مجرد الرد على الأحداث، بل رسم مسار استباقي يؤدي إلى السلام ويعزز الاستقرار”.وتدخلت قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في حالات طوارئ أخرى منذ عام 1990 بما في ذلك الحروب في ليبيريا وسيراليون، ومن المتوقع أن تساهم ساحل العاج وبنين ونيجيريا بقوات، لكن لم تظهر تفاصيل تذكر بشأن عملية محتملة في النيجر.وقال عبد الفتاح موسى مفوض المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للشؤون السياسية والسلام والأمن إن اجتماع أكرا “سيحسن” التفاصيل في حال “لجأت الكتلة إلى وسائل القوة القصوى”.وبحسب ما ورد قال موسى أيضًا إن جميع الدول الأعضاء باستثناء تلك الخاضعة للحكم العسكري والرأس الأخضر مستعدة للمشاركة في القوة الاحتياطية.وألقى الجنرالات النيجيريون الذين اعتقلوا بازوم باللوم على تدهور الأمن في البلاد في الانقلاب وهددوا باتهامه بالخيانة، لكنهم قالوا إنهم منفتحون على المفاوضات، فيما حثت روسيا والولايات المتحدة على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.وطبقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالفعل عقوبات تجارية ومالية بينما علقت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة برامج المساعدات، فيما دعت وزارة الخارجية الألمانية، الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على قادة الانقلاب، مضيفةً على وسائل التواصل الاجتماعي أن وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أجرت محادثات مع نظيريها الفرنسي والأميركي.وجرت محادثات هذا الأسبوع في أديس أبابا بين ممثلي المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والنيجر تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.وكان انتخاب بازوم في عام 2021 علامة بارزة في تاريخ النيجر، إيذانا بأول انتقال سلمي للسلطة منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960، ونجا من محاولتين انقلابيتين قبل أن يطيح به في الانقلاب العسكري الخامس في البلاد.وحذرت الأمم المتحدة، من أن الأزمة قد تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير في الدولة الفقيرة، وحثت على إعفاء المساعدات الإنسانية من العقوبات وإغلاق الحدود لتجنب وقوع كارثة.