ذات صلة

جمع

مخطط “إمارة الدم”.. كيف أفسدت يقظة الأمن “طبخة الموت” الإرهابية باليمن؟

في واحدة من أقوى الضربات الاستباقية التي وجهتها القوات...

درع واشنطن في قرطاج.. هل اقتربت ساعة الحسم النهائي مع خلايا الإرهاب النائمة بتونس؟

في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين تونس والولايات...

أبعد من المساجد.. كيف يستخدم الإخوان “القوة الناعمة” لتقويض العلمانية في فرنسا؟

كشفت دراسة بحثية حديثة أصدرها "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة...

تصعيد تحذيري من بيونغ يانغ.. النووي الياباني يشعل قلق شرق آسيا

عادت المخاوف النووية إلى واجهة المشهد الآسيوي مع تصعيد...

ليبيا على مفترق 2025.. مسار سياسي يتحرك ببطء وانتخابات رهينة الانقسام

مع اقتراب عام 2025 من نهايته، تبدو ليبيا عالقة...

مخطط “إمارة الدم”.. كيف أفسدت يقظة الأمن “طبخة الموت” الإرهابية باليمن؟

في واحدة من أقوى الضربات الاستباقية التي وجهتها القوات الأمنية اليمنية لتنظيمات العنف والتطرف، نجحت الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة في إحباط هجوم إرهابي ضخم كان يخطط له تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”.

وقالت مصادر: إن الهجوم كان يهدف لإعلان ما يسمى بإمارة الدم، وتم إجهاضه في مراحله الأخيرة، مما جنب المحافظة واليمن كارثة إنسانية وأمنية محققة.

كواليس مخطط “إمارة الدم”

وكشفت التحقيقات الأولية والوثائق التي ضبطتها القوات الأمنية في “أوكار” التنظيم عقب العملية، أن المخطط كان يتجاوز مجرد القيام بتفجير انتحاري. كان تنظيم القاعدة يسعى لتنفيذ هجوم “مركب ومتزامن” يشمل استهداف المنشآت الحيوية و الاغتيالات الممنهجة، ومحاولة السيطرة على بعض المراكز الإدارية في المديريات البعيدة لإعلانها “مناطق معزولة” تمهيدًا لإعلان “الإمارة”.

كيف باغتت “صقور شبوة” خفافيش الظلام؟

وأكدت المصادر، أن القوات المشتركة “قوات الأمن وقوات دفاع شبوة” تحركت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة ورصد إلكتروني لتحركات عناصر التنظيم في المناطق الجبلية الوعرة وقبل انطلاق المهاجمين بنحو ساعة واحدة، قامت وحدات النخبة بمداهمة “البيت الآمن” الذي انطلق منه المخطط.

وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من القيادات الميدانية للتنظيم واعتقال آخرين، فيما تم تفكيك أحزمة ناسفة وعبوات شديدة الانفجار كانت معدة للتفجير.

الأهمية الاستراتيجية لمحافظة شبوة

وكشفت المصادر، أن محافظة شبوة تمثل حلقة الوصل بين محافظات حضرموت وأبين ومأرب، والسيطرة عليها تعني قطع شريان التواصل بين المناطق المحررة والسيطرة على منابع النفط والغاز في شبوة تمنح التنظيم تمويلاً ضخمًا يضمن استمراريته لسنوات، واستقرار شبوة يمثل نجاحًا للحكومة الشرعية والتحالف العربي، واستهدافها هو محاولة لضرب هذه الصورة دوليًا.

وأثبتت هذه العملية أن الأجهزة الأمنية في شبوة انتقلت من مرحلة “الدفاع” إلى مرحلة «الهجوم المباغت»، ويعود ذلك لعدة عوامل التدريب المكثف و تعاون المواطنين من أبناء القبائل الذين يرفضون تواجد هذه العناصر المتطرفة في مناطقهم و غرفة العمليات المشتركة التي نجحت في توحيد الجهود الاستخباراتية والميدانية بين مختلف الوحدات.

ما هي تداعيات إحباط الهجوم على مستقبل التنظيم في اليمن؟

وترى المصادر، أن فشل هجوم شبوة يمثل ضربة قاصمة لـ “روحية” التنظيم، فبعد سلسلة من الانكسارات في أبين وحضرموت، كان يعول على “غزوة شبوة” لإعادة لملمة صفوفه وإثبات وجوده و النتائج المتوقعةزيادة حدة الخلافات بين القيادات حول جدوى العمليات الانتحارية الفاشلة وتزايد الرفض القبلي لوجود الغرباء من عناصر التنظيم داخل القرى و تضييق الخناق على طرق التهريب والتمويل المرتبطة بالعملية.

إن إحباط مخطط “إمارة الدم” يبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن القوات اليمنية في شبوة هي شريك حقيقي وفعال في الحرب العالمية على الإرهاب، وهذا يتطلب زيادة الدعم اللوجستي والفني للقوات الأمنية في شبوة والتعاون في تتبع الأموال والشبكات الإعلامية التي تروج لفكر الضلال ودعم استقرار المحافظة اقتصاديًا لقطع الطريق أمام استغلال الفقر في عمليات التجنيد.