في ظل الصراع المحتدّ بالسودان على مدى ما يزيد عن شهر، يعاني المواطنون من عمليات نهب وسلب للمساعدات الدولية المقدمة للبلاد لمواجهة الحرب الحالية، فضلا عن أنه توجد تقارير تتحدث عن حوادث اغتصاب بالبلاد.
وأفادت الأمم المتحدة بأنها تلقت تقارير عن وقوع “أعمال عنف مروعة على أساس الجنس” في السودان في غمرة البحث عن الإمدادات الغذائية بسبب المعارك الضارية في أنحاء البلاد.
وأوضحت أن أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 46 مليونا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وأطلقت نداء لجمع ثلاثة مليارات دولار لتمويل المساعدات، وأبلغت مجموعات غير حكومية سودانية عن وقوع مثل هذه الحوادث وسط أعمال الفوضى والنهب في الخرطوم.
فيما قالت مجموعة (محامو الطوارئ) في بيان: إن مسلحين دخلوا جامعة في أم درمان تقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع يوم السبت، وإن عددا من الرجال اغتصبوا سيدتين قالت مجموعة المحامين إنهما أجنبيتان.
وأكدت قالت نقابة المحامين في دارفور، وهي منظمة لحقوق الإنسان: إنها تحدثت مع ثلاث سيدات قلن إنهن تعرضن للاغتصاب بعد أن غامرن بالدخول إلى وسط الخرطوم بحثا عن إمدادات غذائية، دون إشارة لهوية المتورطين.
كما ذكرت قالت منظمة أطباء بلا حدود: إن مسلحين اقتحموا يوم الثلاثاء مستودعها في الخرطوم واستولوا على سيارتين محملتين بالإمدادات.
وواجهت جهود الإغاثة عراقيل بسبب مقتل بعض العاملين في المجال الإنساني في بدايات الصراع فضلا عن جرائم النهب المتكررة.
فيما قالت قوات الدعم السريع: إن جنودها تلقوا تعليمات بحماية المدنيين وإن مَن يخالفون ذلك سيحاكمون.
وفقا لأحدث التقديرات، نزح أكثر من 840 ألف شخص داخل السودان وفر ما يربو على 220 ألفاً إلى دول الجوار.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: إنه يعكف على تكثيف عملياته في ست ولايات على الأقل في السودان لمساعدة 4.9 مليون شخص معرضين للخطر، فضلا عن مساعدة أولئك الذين يفرون إلى تشاد ومصر وجنوب السودان.
وأوضح مايكل دانفورد مدير برنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا في بيان: “القتال في السودان يدمر الحياة وسبل العيش ويجبر الناس على الفرار من منازلهم وليس معهم سوى الملابس التي يرتدونها”.
ومنذ 15 إبريل الجاري، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع، وأسفر القتال الدائر منذ منتصف إبريل عن مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين وتعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف إلى الفرار.