ذات صلة

جمع

خيانة تحت ستار القضية.. فضائح إخوانية في تركيا تخدم إسرائيل

في السن الأخيرة، تفاقمت فضائح جماعة الإخوان الإرهابية في...

الحكومة الإسرائيلية تقرر مقاطعة صحيفة عبرية لهذه الأسباب

وافقت الحكومة الإسرائيلية، السبت، بالإجماع على مقاطعة صحيفة "هآرتس"...

التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.. مواجهة تنذر بتوسع دائرة الصراع

شهدت الآونة الأخيرة تصعيدًا لافتًا في المواجهات بين حزب...

بعد الكشف عن مفاوضات غزة السرية.. تسريبات: حماس تنازلت عن شرطها الأساسي

عادت مفاوضات غزة مجددًا إلى الواجهة، بعد الكشف عن...

انتخابات تركيا نحو جولة الإعادة.. هل ينجح أردوغان في معركته الأخيرة للاستمرار بالسلطة؟

في واحدة من أصعب وأهم الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا على مدى قرن من الزمن، جاءت نتيجة غير متوقعة تابعها الجميع بتوتر بالغ؛ إذ تتجه البلاد نحو جولة إعادة للانتخابات الرئاسية في الثامن والعشرين من مايو بعد أن تراجعت نسبة الأصوات التي حصل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأظهرت النتائج شبه الكاملة لأهم انتخابات تشهدها تركيا في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية، أن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف عن تحقيق نسبة الـ50% المطلوبة زائد صوت واحد.

وأعلنت هيئة الانتخابات التركية أن أردوغان حصل على 49.4% مقابل 44.96% لكليتشدار أوغلو.
وكانت نسبة التصويت لصالح أردوغان تراجعت إلى أقل من 50% من الأصوات بعد فرز أكثر من 98% من الأصوات، بحسب وكالة أنباء الأناضول الحكومية.

وللفوز في الانتخابات الرئاسية، يجب أن يحصل أحد المرشحين الرئيسيين على أغلبية 50% من الأصوات زائد واحد. وهو ما لم يتحقق حتى الآن لأي من المرشحين بعد فرز أكثر من 98% من الأصوات.

وخلال العقدين اللذين قضاهما في السلطة، احتفظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصورة الزعيم القوي الذي لا يقهر، لكن مستقبله أصبح على المحك في وقت قد يتحول المشهد السياسي لمصلحة خصمه في الانتخابات الرئاسية، بعد أن حكم بلاده 20 عاماً، أعاد خلالها رسم سياستها الداخلية والاقتصادية والأمنية والخارجية، وأصبح منافساً للزعيم التاريخي مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس تركيا الحديثة قبل قرن من الزمان، وفقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

وواجه أردوغان رياحاً سياسية معاكسة قبل انتخابات الأحد، فبينما كان يعاني بالفعل تحميله مسؤولية أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد، جاء الزلزال المدمر في فبراير الماضي ليترك حكومته متهمة ببطء الاستجابة والتراخي في تطبيق لوائح بناء كان من المحتمل أن تنقذ أرواحاً.

وفي وقت تظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة قوية، قارن المنتقدون الظروف الحالية بتلك التي جاءت بحزبه (العدالة والتنمية) ذي الجذور الإسلامية إلى السلطة عام 2002 في انتخابات خيم عليها أيضاً تضخم مرتفع واضطراب اقتصادي.

وقبل يومين من الانتخابات قال أردوغان: إنه وصل إلى منصبه من طريق صناديق الاقتراع، وإذا ما اضطرته الظروف فإنه لن يغادره إلا بالطريقة ذاتها، وتابع في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة الماضي، “سنقبل جميع النتائج التي تأتي بها بطاقات الاقتراع، ونتوقع الأمر نفسه من معارضينا”، أما خصومه فيرون أن يوم القصاص حان.

وفي ظل حكمه تمكن من جمع خيوط جميع السلطات في يده من خلال نظام الحكم الرئاسي التنفيذي، وقمع المعارضة وسجن منتقديه ومعارضيه وسيطر على وسائل الإعلام والقضاء والاقتصاد، وكدس المؤسسات العامة بالموالين وأضعف أجهزة الدولة المعارضة، وتعهد خصوم أردوغان بإلغاء كثير من التغييرات التي أدخلها الرئيس الحالي على تركيا، والتي سعى إليها في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي.

وملأ أردوغان الفترة السابقة للانتخابات باحتفالات حول الإنجازات الصناعية، بما في ذلك إطلاق أول سيارة كهربائية تركية وتدشين أول سفينة هجومية برمائية تم بناؤها في إسطنبول لحمل طائرات مسيرة تركية الصنع.

كما أسرع أردوغان بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياط مكتشف في البحر الأسود، ووعد بتوفير الغاز الطبيعي مجاناً للمنازل، وافتتح أول محطة للطاقة النووية في تركيا خلال حفل شارك فيه عبر الإنترنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وشملت هجماته على تحالف المعارضة الرئيس اتهامات بأن التحالف يتلقى دعماً من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمرداً منذ الثمانينيات أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

ورد كليتشدار أوغلو، الذي حصل على تأييد حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، بالدفاع عن حقوق هذه الطائفة متهماً أردوغان “بمعاملة ملايين الأكراد كإرهابيين”.

وأطلقت السلطات حملة لخفض أسعار الفائدة في إطار مواجهة التضخم المرتفع بهدف تعزيز النمو الاقتصادي، لكنها أدت إلى انهيار العملة في أواخر عام 2021 وتفاقم التضخم، وكان الاقتصاد أحد الركائز الأساس لأردوغان خلال العقد الأول له في السلطة، عندما كانت تركيا تتمتع بالازدهار المستمر مع مد طرق جديدة وبناء مستشفيات ومدارس جديدة وارتفاع مستويات المعيشة لسكانها البالغ تعدادهم 85 مليون نسمة.

وعلى الصعيد الداخلي يقف مجمع القصر الرئاسي الجديد مترامي الأطراف المقام على مشارف أنقرة كعلامة بارزة على سلطات أردوغان الجديدة، أما على الصعيد الخارجي فإن تركيا تستعرض قدراتها بشكل متزايد وتدخلت في سوريا والعراق وليبيا، وغالباً ما تنشر طائرات مسيرة عسكرية تركية الصنع بقوة حاسمة.

وتنافس في تلك الانتخابات الشرسة رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي الحالي، ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو مرشح تحالف الشعب الحاكم، وكمال كيليتشدار أوغلو، زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح تحالف الأمة، وسنان أوغان مرشح تحالف الأجداد القومي اليميني المعارض، بينما انسحب محرم إنجه من السباق الرئاسي قبل 72 ساعة من انطلاق الانتخابات.

وأدلى الرئيس التركي الحالي والمرشح الرئاسي رجب طيب أردوغان بصوته في الانتخابات التركية في مركز اقتراع في إسطنبول، بينما أدلى منافسه كمال كيليتشدار أوغلوا بصوته في مدينة أنقرة، وذلك بعد أن فتحت صناديق الاقتراع في تركيا أبوابها صباح الأحد.

وبعد الإدلاء بصوته، قال أردوغان: “لا توجد أي مشاكل في عملية التصويت في كل مناطق البلاد، تمت عملية التصويت بما يليق بديمقراطيتنا”، وعبَّر عن أمله بأن تكون نتيجة الانتخابات “جيدة لمستقبل تركيا”، وأضاف: “حان وقت التشبث بصناديق الاقتراع.. استمروا في حماية إرادة شعبنا حتى النتائج النهائية”، وفي أنقرة، قال المرشح الرئاسي كمال كيليتشدار أوغلو، عند إدلائه بصوته، إن تركيا “اشتاقت للديمقراطية”.

وشهد يوم التصويت إقبالا كبيرا، وعلى الفور بدأت عملية فرز الأصوات، في الانتخابات التي تكتسب أهمية كبيرة في تاريخ البلاد، وأفاد رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية بأن “عملية التصويت تمت من دون ورود أي مشاكل”.

spot_img