لا يزال الفساد يتفشى داخل مؤسسة الحرس الثوري الإيراني عبر تكوين قيادات المنظومة المشبوهة للأموال على حساب فقر الشعب الإيراني.وكان المرشد الإيراني أصدر قرارات بجمع التبرعات عبر ما يسمى بالحملات المخلصة أثناء تفشي فيروس كورونا، إلا أن حينها أعلن حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري عن تشكيل مقر “إمام حسن مجتبى” لـ”تقديم المساعدة” لثلاثة ملايين ونصف مليون أسرة محتاجة.إلا أن مصادر كشفت أن بعض المسؤولين عن إدارة مهام مقر “إمام حسن مجتبى”، ينهبون الأموال خلال الفترة الماضية، فعلى سبيل المثال داخل محافظة بلوشستان، يعطي الميزانية العامة للدولة للحرس الثوري الإيراني والمقر التنفيذي للإمام حسن، بحجة التعامل مع الجفاف، إلا أنه يتم نهب ملايين الدولارات من الأموال العامة، في المشاريع الإيرانية غير المكتملة.وأوضحت المصادر أن جمال الدين آبرومند، مساعد محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني، من خلال تحديد المشاريع في بعض الوزارات، أنفق ملايين الدولارات من الموازنة العامة لإنهاء بعض المشاريع المعطلة منذ سنوات، ومن بينها مساهمة هذا المقر في وعد حكومة “رئيسي” ببناء أربعة ملايين وحدة سكنية خلال أربع سنوات.ومن ضمن المتعاونين مع مقر “إمام حسن مجتبى” في بعض المشروعات الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، والباسيج، ومؤسسة المستضعفين، و”لجنة إغاثة الإمام”، و”المقر التنفيذي لأمر الإمام”، و”أستان قدس رضوي”، ما يؤكد هيمنة الحرس الثوري وإشرافه المباشر على معظم المشاريع داخل إيران.ورغم ذلك فإن الشبهات تحوم حول قيادات الحرس الثوري جراء عدم انتهاء المشاريع التي يشرف عليها مقر “إمام حسن مجتبى”؛ حيث أكد ممثل بلوشستان في المجلس الأعلى للمحافظات أن إحصائيات إمدادات المياه لقرى هذه المحافظة بأنها غير حقيقية، رغم أن مقر “إمام حسن مجتبى” ومؤسسات أخرى تابعة بشكل مباشر للمرشد علي خامنئي والحرس الثوري هي المسؤولة عن هذه المشاريع، ويدير جمال الدين آبرومند ميزانيتها بالكامل.يُذكر أن جمال الدين آبرومند، عين تعيينه مساعدًا لمحمد باقر قاليباف في “الأمور الخدمية” في سبتمبر 2020، وتورط في عام 2021 بتغيير غير قانوني لأرقام الميزانية العامة للبلاد، بعد إقرارها من قِبل البرلمان، لصالح المؤسسات الخاضعة لسيطرة المرشد الإيراني وتحوم حوله شبهات فساد عديدة، حيث يتورط أيضًا في الاستيلاء على أجزاء كبيرة من الرواتب التي تعطى لوكلاء إيران في سوريا واليمن والعراق.وكشف آبرومند، في وقت سابق أن متوسط الرواتب لفصائل مثل الحوثي وفاطميون وزينبيون تصل ما بين 500 إلى 1000 دولار شهريًا، إلا أن الرواتب الحقيقية تصل إلى 100 دولار فقط في الشهر، ما يؤكد استيلاءه على تلك الأموال.