كشفت وسائل إعلام لبنانية أن حزب الله يعاني من نقص التمويل بسبب الاحتجاجات المستمرة في إيران، حيث لا يستطيع الحزب استقدام بضائع تموينية إيرانية لمنتسبيه.
وكان حزب الله قد خصص بطاقة “سجاد” لعائلات عناصره وذويهم حصراً، ووزعها عليهم عام 2021 كجزء من مخصصات اجتماعية يوفرها الحزب للبيئة التي يتمتع فيها بنفوذ سياسي، تسمح لحامليها بشراء مواد غذائية بأسعار أقل من 60 في المائة تقريباً عما هو معروض في السوق اللبنانية، وفقا لموقع “إيران إنترناشيونال”.
ووزع الحزب عشرات الآلاف من البطاقات التي يستعملها حاملوها في المحلات الموجودة بمناطق الحزب كالضاحية والجنوب وبعض مناطق البقاع، ومعظم منتجاتها إيرانية.
وبعد ما يقارب العامين على تجربة حزب الله وبحسب مواقع إعلامية لبنانية، أكدت مصادر مطلعة على هذا الملف أن هذه البطاقات وصلت إلى حائط مسدود، وبعد وصول مشروع “سجاد” إلى 11 فرعاً في كل لبنان، يتعذر على حزب الله اليوم، استجلاب المواد الغذائية والزيوت والشاي من إيران، بسبب الاحتجاجات المستمرة والأزمة الاقتصادية الأخيرة وحاجة طهران إلى العملة الصعبة.
وأوضحت المصادر أن حزب الله بدأ يحول مشروع “سجاد” من البضائع الإيرانية، بشكل تدريجي إلى البضائع اللبنانية والتركية والهندية، أي أن مشروعه أصبح “سجاد اللبناني” وليس “سجاد الإيراني”، بحسب مواقع إخبارية لبنانية.
وفي السياق نفسه، تبين أن انعكاسات الاحتجاجات الإيرانية بدأت تظهر في لبنان، وأن تدهور وضع السلطة في إيران الداعمة الأولى لحزب الله ماديا ومعنويا، سيفقد الحزب القدرة على الوقوف على قدميه، لأن حزب الله يعاني أصلًا من أوضاع غير مستقرة في الداخل اللبناني وتتعالى الأصوات الشيعية الجائعة في الفترة الأخيرة.
وتعمق الأوضاع المتوترة في إيران، مأزق حزب الله الذي يستمد الجزء الأكبر من نفوذه من كونه يعمل كرأس حربة إقليمية للحرس الثوري الإيراني في المنطقة.
وأكدت شبكة “إيران إنترناشيونال” أن طهران غير قادرة على إرسال مواد غذائية مثل زيت الطهي والشاي إلى لبنان بسبب الاحتجاجات المناهضة للنظام ومشاكله الاقتصادية، بما في ذلك الارتفاع الحاد للدولار الأمريكي مقابل عملتها الريال، وبحسب ما ورد استبدلت جماعة حزب الله المتشددة البضائع الإيرانية بمواد لبنانية وتركية وهندية لمستخدمي بطاقة سجاد.
وأكد مكرم رباح، ناشط سياسي لبناني، أن تداعيات انتفاضة الإيرانيين ضد النظام يمكن رؤيتها الآن في لبنان، وقال: إن الوضع المتردي للجمهورية الإسلامية، باعتبارها الداعم المالي والسياسي الأكبر لحزب الله ، يُفقِد هذه الجماعة قدرتها على الوقوف على قدميها.
بينما أفادت بعض وسائل الإعلام، منها “جيروزاليم بوست”، بأن الجماعات الفلسطينية التابعة للجمهورية الإسلامية عانت أيضًا من أزمة مالية بسبب المشاكل التي تواجهها إيران.