تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الموافق ٢ ديسمبر ٢٠٢٢، باليوم الوطني الإماراتي الـ51، وهو اليوم الذي يوثق ذكرى اتحاد الإمارات وإعلان قيام الدولة في 1971، إذ يعتبر من أهم المناسبات الوطنية بالبلاد.
وتعود فكرة اتحاد الإمارات على يد مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي كان قبل توليه منصب رئيس الإمارات يتولى حكم إمارة أبوظبي منذ 6 أغسطس 1966، وخلال تلك الفترة عمل على التحرك لتعزيز الروابط مع إمارات الساحل المتصالح، بهدف أن يكون الاتحاد نواةً للوحدة العربية، وحماية الساحل والثروة النفطية المتوقعة فيه من مطامع الدول، فدعا حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى، بالإضافة إلى البحرين وقطر، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.
وفي فبراير 1968، تمت الخطوة الأولى في تحقيق الاتحاد بعقد أول اجتماع وحدوي بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وذلك في منطقة السمحة الواقعة بين أبوظبي ودبي، ثم اجتمع حكام الإمارات المتصالحة في دبي بدعوة من الشيخين خلال الفترة من 25 إلى 27 فبراير واتفق المجتمعون على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
وفي 18 يوليو 1971م، كان الإعلان التاريخي للاتحاد، عندما قرّر حكّام ست إمارات وهي: أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالفعل أعلن المؤسسون في 2 ديسمبر 1971م رسميًا عن تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة.
وجاء نص الاتحاد في اجتماع حكام الإمارات بأنه “يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلنًا قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءًا من الوطن العربي الكبير”، ثم في 10 فبراير 1972م، انضمّت لها رأس الخيمة فأصبح الاتحاد متكاملًا ويضم الإمارات السبع.
وفي الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي 2022، تم اعتماد شعار “روح الاتحاد” ليكون الشعار الرسمي للاحتفالات في هذه المناسبة الوطنية وتم تعميمه ليكون شعارًا رسميًا لكافة الفعاليات في كل إمارات الدولة، واستمد تصميم الشعار من رؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
واحتفالا بذلك اليوم، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أن بلادنا مرت خلال الخمسين عاماً الماضية بمراحل عديدة في رحلتها الناجحة من “التأسيس” إلى “التمكين” .. ولكل مرحلة أهدافها وسماتها وآليات عملها .. وبإذن الله سيبقى نهج دولة الإمارات الراسخ في البناء والتطوير وتعزيز المكتسبات والارتقاء بالطموحات لتحقيق انطلاقه تنموية كبرى ونوعية في كل الجوانب من خلال التركيز على مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة واستثمار الفرص التي تتيحها هذه المجالات لمصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية.
ودعا رئيس الدولة – في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الــ 51 للدولة – إلى أن يكون العنوان الأساسي للمرحلة المقبلة هو مضاعفة الجهد والعطاء وإعلاء قيمة العمل والكفاءة والتفاني في أداء الواجب.. مشددا على أن المرحلة المقبلة مرحلة عمل ومثابرة وإنجاز وتنافس ولا مجال فيها للتهاون أو التراخي لأن الطموحات الكبيرة تحتاج إلى عزيمة أكبر.
وأكد أن لدى دولة الإمارات إدراكاً كاملاً لطبيعة التحولات من حولها وما بها من تحديات وفرص، ونعمل على استثمار هذه الفرص والتعامل مع التحديات بنهج واضح وفاعل وشامل.. ونعتمد على مواردنا وقدراتنا وسواعد أبنائنا وعقولهم .. ونتعاون بصدق وإيجابية مع أصدقائنا وأشقائنا .. ونتحرك في الإقليم والعالم بوعي لتعظيم مصالحنا الوطنية .. ونعزز شراكاتنا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الفاعلة مع مختلف دول العالم لخدمة أهدافنا التنموية .. ونتبنى سياسات متزنة ومتوازنة ومسؤولة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال رئيس الدولة: إن التحولات في العالم خلال السنوات الأخيرة أكدت أهمية تعزيز جميع مظاهر التعاون الإقليمي بين الدول التي تنتمي إلى منطقة واحدة أو نطاق جغرافي واحد كما هو الحال بالنسبة للدول العربية عامة أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاصة حيث تمتلك هذه الدول من إمكانات التقارب والتكامل التي ربما لا تتوفر لغيرها في مناطق العالم الأخرى.
ومن ناحيته، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: إن دولة الإمارات ستمضي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في تنفيذ الإستراتيجيات والخطط والسياسات الموضوعة والمشروعات المقررة في كافة حقول التنمية الشاملة، مستبشرة بنجاحات جديدة تحققت وإنجازات أضيفت في السنة الأولى من الخمسين الثانية.
وتابع نائب رئيس الدولة، في كلمة له وجهها عبر مجلة “درع الوطن” بمناسبة عيد الاتحاد الـ 51 للدولة، أن مطلع عام اتحادي جديد نستقبله بثقة وتفاؤل وطموح وعزم على تحقيق إنجازات ونجاحات جديدة، مؤكدا سموه أن نموذجنا الإماراتي سجل صفحة جديدة في قوته، وفي فاعلية مؤسساته، وفي جدارة تشريعاته، وفي عمق ومتانة التواصل بين أجياله.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الإمارات تتابع عن كثب المتغيرات العالمية، وترصد تطوراتها، وتتعامل مع آثارها بما يعزز أمننا واستقرارنا وإدامة التنمية، معتمدين على ذاتنا، ومعتصمين بمبادئنا وثوابتنا، ومتفاعلين مع شراكاتنا الخليجية والعربية وشبكة علاقاتنا وصداقاتنا الدولية، ومؤمنين أن سبيل البشرية الوحيد للتغلب على المعضلات الكبرى التي تواجهها يكمن في العمل المشترك والتعاون وتغليب الوسائل السليمة ونبذ العنف، ومحاربة الكراهية وقبول الآخر واحترام خياراته وثقافته وقيمه.
وتشمل فعاليات الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي عروضًا ستبث مباشرة على الموقع الرسمي لعيد الاتحاد الـ 51 لدولة الإمارات العربية المتحدة وجميع القنوات التلفزيونية المحلية، كما يمكن متابعة البث المباشر في مواقع رئيسية عبر الإمارات السبع، بالإضافة إلى دور السينما التالية حول الإمارات وهي “نوفو سينما، فوكس سينما، روكسي سينما، ريل سينما، ستار سينما، أوسكار سينما”.
كما سيُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض احتفال وعروض مستمرة لمدة تسعة أيام ابتداءً من 3 حتى 11 من ديسمبر 2022، وتنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مجموعة من الحفلات الغنائية لنخبة من النجوم منهم حسين الجسمي وبلقيس.
كما ينطلق مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي مئات الفعاليات بهذه المناسبة الوطنية منها تنظيم “مسيرة الاتحاد” وكذلك تعديل ساعات العمل وزيادتها لمدة 3 ساعات بجانب تقديم العديد من العروض المبهرة في سماء المهرجان والألعاب النارية وعروض نافورة الإمارات المزينةً بأضواء ليزرية على المياه تحمل ألوان العلم الإماراتي.
أما في دبي فسيُقام حفل في ساحة الوصل بمدينة إكسبو وتقدم القرية العالمية في دبي عرضًا مبهرًا وإطلاق عدد كبير من الألعاب النارية وكذلك المسيرات والاحتفالات المميزة اليومية، فيما تقيم إمارة الشارقة فعاليات متنزه الشارقة الوطني.