تحتضن مدينة بالي بإندونيسيا قمة مجموعة العشرين، اليوم الثلاثاء، بمشاركة قادة وزعماء الدول ذات الاقتصاديات الأقوى في العالم؛ إذ تعتبر القمة التي تعتبر أكبر منتدى اقتصادي عالمي.
وانطلقت القمة بمشاركة قادة وزعماء الدول الأعضاء، وسط غياب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحضر القمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بيغ، ورئيس إندونيسيا جوكو ويدود (مضيف القمة)، ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك.
كما يشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير خارجية البرازيل كارلوس فرانكا، ووزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، ورئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي، ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، والوفد الإيطالي بقيادة رئيسة الوزراء اليمينية جورجيا ميلوني.
وتأتي القمة التي تنظم تحت شعار “التعافي معًا، التعافي بشكل أقوى”، وسط تحديات صعبة، ويطغى الملف الاقتصادي على جدول أعمال القمة، هذا إلى جانب ملفات تداعيات الأزمة في أوكرانيا، والتعافي الاقتصادي والتعاون الدولي والتحول الرقمي وأزمة المناخ.
ووفق محللين فإن قمة العشرين هذا العام هي “الأصعب” حيث تأتي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، وأزمة إمدادات الغاز والنفط في ظل العقوبات على روسيا.
بينما تركز رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين على 3 قطاعات ذات أولوية كمفتاح لانتعاش قوي ومستدام، وهي تعزيز بنية الصحة العالمية عبر إعداد العالم للاستجابة بشكل أسرع وأفضل لأي طارئ صحي، والتحول الرقمي كأحد الحلول الأساسية في تحريك عجلة الاقتصاد أثناء تفشي جائحة كورونا، حيث بات مصدرا جديدا للنمو الاقتصادي ومن ثَم ستركز إندونيسيا على تطوير المهارات ومحو الأمية الرقمية من أجل تحول شامل للجميع، وستناقش القمة سبل تعزيز التحول نحو طاقة مستدامة ومتجددة يمكن الوصول إليها وتحمل تكاليفها.
وتعد القمة هي المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي، والتي تمثل حوالي 85% من إجمالي الناتج العالمي، وأكثر من 75% من حجم التجارة العالمية، وحوالي ثلثي سكان العالم.
وتتكون مجموعة العشرين من 19 دولة عُضو بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهم دول: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، كوريا الجنوبية، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب إفريقيا، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ويُمثل هذا الأخير في قمم المجموعة كُل من المفوضية الأوروبية والبنك.
وتُمثل اقتصادات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مُجتمعة حوالي 85% من إجمالي الناتج العالمي، و80% من التجارة العالمية أو 75% في حالة عدم احتساب التجارة البينية في الاتحاد الأوروبي، وثلثي سكان العالم ونصف مساحة اليابسة العالمية تقريبا.
وشهدت قمة اليوم، دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى “تحسين” العلاقات مع أستراليا و”تطويرها”، خلال أول قمة رسمية يعقدها البلدان منذ أكثر من خمس سنوات.
وقال شي: “علينا تحسين، والمحافظة على، وتطوير علاقتنا إذ إن ذلك يتوافق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين”، مضيفا أن العلاقات الودية السابقة بين البلدين “تستحق التقدير”.
وبعد عداوة استمرت سنوات وخيّمت على العلاقات التجارية وأدت إلى تجميد اجتماعات عالية المستوى، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن الاجتماع كان “إيجابيا وبنّاء”، مضيفا: “أنا سعيد جدا بعقد هذا الاجتماع اليوم. كانت هناك خلافات بيننا”.
استمرت المحادثات 32 دقيقة فقط وعقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، لكنها مثّلت تحوّلاً دبلوماسياً مهماً، بينما تبادل قادة أستراليا والصين أطراف الحديث مدة وجيزة خلال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها اليابان عام 2019، إلا أن أي اجتماع رسمي لم يجرِ بين الطرفين منذ أكثر من نصف عقد.
فيما أثارت أستراليا حفيظة الصين عبر سعيها لإصدار تشريع ضد مساعي النفوذ خارج الحدود الوطنية ومنع شركة “هواوي” من الحصول على عقود لتطوير شبكة الجيل الخامس من الإنترنت ودعوتها لفتح تحقيق مستقل بشأن منشأ وباء كوفيد.
ومن ناحيته، قال رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك خلال لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنه يأمل أن تواصل السعودية العمل على ضمان الاستقرار لأسواق الطاقة.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس على هامش فاعليات قمة العشرين في إندونيسيا: “أود أن أوضح مرة أخرى أن الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي هي إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية”.
كما شهدت القمة أول لقاء يتم وجها لوجه بين الرئيسين الأميركي والصيني منذ تولي بايدن الرئاسة، وأكدا الرئيسان الصيني والأميركي على ضرورة تحسين العلاقات الأميركية الصينية.
كما تم توقيع اتفاقية أميركية إندونيسية لتمويل مكافحة التغير المناخي بـ20 مليار دولار لدول جنوب شرق آسيا.
وناقشا الرئيسان الفرنسي والصيني تمويل الدول الأكثر ضعفًا وتنفيذ إطار مشترك لمعالجة الديون.
وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ: “على الاقتصادات المتقدمة الحد من التداعيات السلبية للتعديلات في سياستها النقدية وضمان استقرار الديون لتبقى عند مستوى مستدام”.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأمم المتحدة ستزيل الحواجز أمام الحبوب والأسمدة الروسية.