قالت الرئاسة اللبنانية: إن الرئيس ميشال عون تلقى رسالة من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بخصوص مقترحات لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
ويخوض لبنان وإسرائيل مفاوضات بوساطة أميركية لترسيم حدود بحرية مشتركة من شأنها أن تساعد في تحديد موارد النفط والغاز التي قد تمهد الطريق لمزيد من الاستكشاف.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: إن “ميشال عون” اتصل بعد ذلك برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي للتشاور بشأن الاقتراح الأميركي، وبحث الرئيس اللبناني معهم “كيفية المضي قدما لتقديم رد لبناني في أسرع وقت ممكن”.
ويتعلق النزاع البحري بحوالي 860 كيلومترًا مربعًا (330 ميلًا مربعًا) من البحر الأبيض المتوسط والتي تشمل حقول الغاز البحرية المربحة.
ويقوم “آموس هوكشتاين” برحلات مكوكية بين لبنان وإسرائيل في محاولة للتوصل إلى حل وسط، وأعلن لبنان على لسان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن بلاده أحرزت تقدما ملموساً بشأن مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وأن المفاوضات سوف تنتهي بما يضمن حقوق بيروت بالتنقيب عن الغاز والنفط، ولكن إسرائيل اعتبرت أن مفاوضات ترسيم الحدود المائية مع لبنان وصلت إلى مرحلة حاسمة، وأن مستشار الأمن الغذائي سوف يناقش الاتفاقية مع الوسيط الأميركي.
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية أكدت أن مسؤولي الأمن يعتقدون أنه سيتم التوصل إلى اتفاق في الأسبوعين المقبلين، وجاءت تلك الأنباء عقب محادثات أجراها رئيس الوزراء يائير لابيد بشأن الاستعدادات لإنتاج الغاز من حقل كاريش، وسط تهديدات حزب الله بمهاجمة إسرائيل إذا بدأت الحفر هناك قبل التوصل إلى اتفاق على الحدود البحرية.
وهناك العديد من الأدلة التي تؤكد أن حزب الله يحضر المفاوضات ويتدخل فيها، ففي وقت سابق زار اللواء عباس إبراهيم واشنطن قبل إيفادها هوكشتاين إلى لبنان لتحريك المفاوضات الجامدة منذ أكثر من 6 أشهر، كما أنه على تواصل دائم مع هوكشتاين هاتفياً، وزاره آموس هوكشتاين عندما وصل بيروت.
كما حضر اللواء إبراهيم اجتماع هوكشتاين والوفد المرافق مع عون، الذي عرض خلاله الأخير اقتراح لبنان بترسيم الحدود على خريطة عن طريق خط جديد يضمن حصول لبنان على كامل حقل قانا، وبعدها حضر اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
كما أن حزب الله يهتم هذه المرة بالتقسيم بشكل علني وبطريقة مباشرة بهذه التفاوضات، على العكس في السابق كان يترك حزب الله التفاوضات لرئيس البرلمان نبيه بري ويرى منه أهم تفاصيل، ولكن الزيارة التي حدثت في يونيو الماضي أكدت أن حزب الله يهتم بشكل مباشر بالتفاوضات.
وكشفت مصادر مطلعة أن هوكشتاين سأل قادة حزب الله عن تصريحاتهم التي يدلون بها بشأن ترسيم الحدود، كما أن الحزب التقى مع السفيرة الفرنسية في يونيو الماضي وأخبرتهم بكل المعلومات حول التقسيم.
في وقت سابق من هذا الشهر، تعهد مكتب لابيد بأن تمضي إسرائيل قدما في استخراج الغاز من كاريش مع أو بدون اتفاق على الحدود البحرية مع لبنان، وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان عون أن المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل لإنهاء نزاع حدودي بحري في “مراحلها النهائية”.