27 عامًا منذ استيلائه على الحكم طمعا في السيطرة ليعيق والده وينقلب عليه مثلما فعل مع جده، ليكررها ابنه لاحقا، إذ رسخ خلالها الكراهية والاستغلال والطمع، ليساعد في كتابة تاريخ قطر الأسود المليء بالانقلابات على الآباء والأقارب.
بعد أن انقلب والده على نجل عمه وسيطر على الحكم، ورث نجله الأكبر فكر المؤامرة ذاتها، ليسارع حمد بن خليفة آل ثاني، الذي لم يتمكن من النجاح في كلية “ساندهيرست” العسكرية ببريطانيا، وعاد لقطر ليتولى منصب قائد للجيش ووليّ للعهد عام 1971، بالاتقلاب على والده، إذ خططت له زوجته موزة تنفيذا لأطماعها بالسيطرة على مقاليد الحكم.
وفي 27 يونيو 1995، استغل حمد بن خليفة وجود والده في أحد قصور سويسرا، ليعلن الانقلاب على الحكم وتعيين نفسه أميرًا للبلاد، بدلا من والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي سافر إلى سويسرا بعد حفل الوداع المؤثر الذي أجراه له نجله الأكبر في مطار الدوحة أمام عدسات التلفزيون، بعدما خطط للسيطرة على الحكم، ليجرى باليوم التالي قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض صور لوجهاء قطر وهم يقدمون البيعة للشيخ “حمد” خلفًا لأبيه.
المثير للصدمة أن حمد بن خليفة نفى والده خارج البلاد بعدما سمع بنبأ تنحيته عن العرش من نشرة الأخبار في إحدى الإذاعات السويسرية، بل طلب من الإنتربول ملاحقته، وصادر أمواله، لدرجة أنه لم يتمكن من دفع إيجار فاتورة إقامته في سويسرا، قبل أن يسمح له بالعودة إلى الدوحة في 2004، بالإضافة لاعتقال 36 شخصًا من المقربين من الشيخ خليفة، لمنع أي محاولة انقلاب منهم عليه.
وعبر هذا الانقلاب، تولى “حمد” شؤون الحكم، وقيادة قطر إلى أسوأ مرحلة في تاريخها، إذ لا يزال شعبه يدفع ثمن سياساته الكارثية حتى اليوم، وتكون نقطة سوداء في تاريخ البلاد، وأكبر قصة عقوق في تاريخ الدول العربية.
وعقب ذلك، دشن حمد بن خليفة مخططاته الفاسدة بتفكيك الأمة العربية، فأسس قناة “الجزيرة”، كذراع إعلامية له واحتضان الإرهاب، ثم بدأ سريعا في تنفيذ مخططاته الإرهابية مع رئيس وزرائه حمد بن جاسم، وسعوا معا لإسقاط الدول العربية الشقيقة، ليبدأ التآمر على السعودية في عام 2003، عبر تسجيلات موثقة، وتحالف مع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان وحزب الله لتنفيذ مخططاته، واتخذ من شاشتها بابا لنشر الفتنة في المنطقة والترويج لمخططاته.
كما رسخ من السياسات التخريبية إذ بدأ باستهداف مجلس التعاون الخليجي، وفي أول قمة خليجية له كأمير والتي عقدت في مسقط ديسمبر 1995، اعترض على تسمية الأمين العام الذي كان منصبه يدور بالتناوب، حيث كان القادة اتفقوا على التجديد للسعودي جميل الحجيلان، وهو ما لم يوافق عليه للدفع بمرشحه عبدالرحمن العطية.
وسعى للتخريب ونشر الأزمات ونشر عدم الاستقرار بالصف العربي، إذ ظهرت تسجيلات يخطط فيها بن خليفة والقذافي لاغتيال العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث كان يقودها العقيد الليبي محمد إسماعيل فكان من يقود المؤامرة عن الجانب الليبي بالتنسيق مع مجموعة من السعوديين الذين يقيمون في لندن، نجحت الدوحة في استمالتهم لضرب استقرار المملكة.