تردد اللاجئون على المملكة الأردنية الهاشمية كثيراً في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، وأصبحت من أكثر الدول العربية استقبالاً للاجئين، ولاسيما بعد تطور الأزمة السورية، فكانت توجيهات العاهل الأردني دائماً للحكومة تكشف عن الوجه الحقيقي والإنساني لزعيم عربي يعلن أن يكون عوناً لهؤلاء اللاجئين، ويمد لهم يده المليئة بالخير، ويوفر لهم متطلباتهم اليومية بطريقة حسنة تدل على روح الأب الحنون على أولاده، ليزيد في نفوذ الشعب الأردني تلك المعاملات الكريمة، ويعلمهم أن يد قائدهم الأولى تبني المملكة ويقدم باليد الأخرى العون لمن تقطعت بهم السبل.
استقبل الأردنيون اللاجئين السوريين بصدر رحب، آثروهم على أنفسهم، تقاسموا لقمة العيش معهم، آووهم في منازلهم، وآسووهم في أموالهم، نهج تعلَّموه من آل هاشم، حتى كانوا مثلاً في الإنسانية وعَظَمتِها، رُغم قلة ذات اليد، ورغم عدم الوفاء بتقديم يد العون، إلا أن الشعب الأردني الشامخ، قدَّم أعظم المواقف الإنسانية تجاه الأشقاء السوريين الذين لجؤوا إلى الأردن الأبي.
وتدفق اللاجئين السوريين إلى أراضي المملكة فرض على الأردن مواجهة على الصعد الاقتصادية والتعليمية والصحية والبنية التحتية وقطاعي الطاقة والمياه وسوق العمل، ولاسيما في المناطق الحاضنة للاجئين.
وأثبت الأردن تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك وتوجهاته الصائبة التي طورت تلك المؤسسات والخدمات من استيعاب اللاجئين السوريين وتوفير الخدمات لهم بشكل ممتاز.
وقد وفرت الحكومة الأردنية للاجئين إمكانية الاستفادة من الرعاية الصحية الخاصة بفيروس كورونا شأنهم في ذلك شأن الأردنيين، كما تم إدراج اللاجئين في برنامج التطعيم الوطني؛ ما جعل الأردن من بين أوائل الدول التي وفرت التطعيم للاجئين ضد فيروس كورونا.
وعبر اللاجئون السوريون كثيراً من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن بالغ شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك عبدالله الثاني على دوره الكبير في تلبية احتياجاتهم ومساعدتهم وتوجيهاته المستمرة للحكومة بذلك، إضافة إلى شكرهم للحكومة والشعب الأردني الذي استقبلهم وتقاسم معهم لقمة العيش، مؤكدين أن ما قدمه الأردن لهم عجزت عنه الدول العظمى.
هذه المواقف الإنسانية العظيمة لملك الأردن وشعبه ليست بالغريبة ولا الجديدة؛ فكم من لاجئين فروا إلى الأردن، وكان الأردن ملِكاً وشعباً وحكومةً عنواناً للإنسانية والإيثار على النفس وإكرام اللاجئ.