في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الانتقالية السودانية الحفاظ على الأوضاع الأمنية والسياسية بالبلاد يستمر تنظيم الإخوان الإرهابي في محاولاته المعتادة والمعادية لاستقرار دول المنطقة عبر استغلال عملائه من الإرهابيين تارة ومن السياسيين الفاسدين تارة أخرى، وفي محاولة لتقويض الخرطوم يحاول تنظيم الإخوان إشعال الفتنة في شرق السودان وإغلاق ميناء رئيسي والذي يعتبر شريانا مهما ويمد البلاد بالمستلزمات الطبية المهمة؛ حيث يسعى الإخوان إلى إفشال محاولات الحكومة الانتقالية الوصول بالوطن لبر الأمان.
ومنذ عزل نظام البشير الموالي للإخوان في عام 2019 يستمر تنظيم الإخوان الإرهابي في مخططاته لإفشال هذه المرحلة الانتقالية السودانية والتي تسعى فيها الحكومة الوصول إلى اتفاقيات سلمية مع الجماعات المسلحة وفرض الأمن في جميع أنحاء البلاد.
ونظراً للضربات المتلاحقة للقيادات الإخوانية عبر اللجان التي تشكلت من الحكومة لتتبع هذه الحركات الإرهابية والتخلص من تمويلها وآخرها نجاح لجنة تفكيك نظام البشير في مصادرة أموال حركة حماس الإرهابية والتي كانت تستخدمها في تمويل الإرهاب بالمنطقة، يسعى إخوان السودان إلى محاصرة الخرطوم عبر الولايات الطرفية ذات التأثير والشعبية الكبيرة بين السودانيين لإدخال البلاد في نفق الفوضى الخلاقة وانتشار الفوضى والعنف وقطع طرق التجارة الدولية المهمة للسودان.
وبدأ إخوان السودان في استخدام هذه الخطة عبر قبيلة البجا التابعة لمحمد الأمين ترك وهي إحدى المكونات السكانية الكبيرة بشرق السودان من خلال استغلالهم في إشعال الأوضاع وإعلانهم إغلاق الميناء الرئيسي للبلاد، ووضع المتاريس والحواجز وبالنظر إلى مطالبهم ستعرف وتتأكد منها أن هذه الأوضاع المشتعلة يقف وراءها تنظيم الإخوان الإرهابي.
وجاء مطلبهم الأول بحل اللجنة المختصة بتفكيك نظام الإخوان والتي تحظى بشعبية كبيرة للغاية، خاصة بعد قيامها بالكشف عن العديد من قضايا الفساد والإرهاب المتعلقة بهذا التنظيم الإرهابي الخطير بالإضافة إلى المطالبة بحل الحكومة الحالية وإدخال البلاد في نفق سياسي مظلم وتخبط ترجوه جماعة الإخوان الإرهابية تنفيذاً لمخططاتهم.
وبالطبع فإن رموز تنظيم الإخوان وبصماتهم كانت واضحة في إشعال هذه الأوضاع حيث ظهر العديد من رموز نظام البشير الإخواني على رأس هذه الاحتجاجات شرق السودان ويشعلون نار الفتنة بين المتظاهرين من أجل الاستمرار في إغلاق الطريق وقطع طريق التجارة الدولي للسودان، حيث ظهر يونس عبدالله القيادي بحزب المؤتمر الوطني والذي يعتبر الذراع السياسية لتنظيم الإخوان بالإضافة إلى محمد علي عبدالرحمن، مصطفى محمود عبدالله، وعبدالله طه، وآخرون محسوبون على نظام الإخوان الإرهابي.
وفي تصريحات صحفية له وصف عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة هذه الاحتجاجات ومطالبها بالأمر السياسي الواضح للعيان، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع الأمر في إطاره السياسي.
من جهته حذر رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبدالله حمدوك من تداعيات هذه الاحتجاجات التي تؤدي إلى خسائر اقتصادية تطال الشعب السوداني وتؤثر بشكل أو بآخر على الحياة السياسية بالبلاد، مشيراً إلى أن هذا المنفذ يعتبر شريانا رئيسيا، وتأتي هذه الأفعال في الوقت الذي بدا فيه مخزون البلاد من الأدوية والمحاليل الوريدية على وشك النفاد.